لا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي..



حَبِيبَتِي مَيَّ..


سَمَّوْكِ مَيَّ أهْلُكِ...


وَقِيلَ مَيَّ اسْمُ الْقِرْدَة..


وَأنَا أُحِبُّ الْقِرَدَة


وَجْهُكِ مُسْتََدِيرٌ


كَعَجَلَةِ دَرَّاجَتِي النَّارِيَّة


مُلَطَّخٌ بِصِبَاغَةِ أشْهَرِ الشَّرِكَات


شَعْرُكِ يَخْتَفِي..


وَرَاءَ الْمَرَاهِمِ وَالصِّبَاغَات


ذَاتُ جَوْدَةٍ مِنَ الدَّرَجَةِ الأُولَى


وَعَينَاكِ كَالْمَصَابِيح الأمَامِيَّة


لِسَيَّارَةِ "مَرْسِدِيسْ" آخِرُ صَيْحَة


وَأنْفُكِ كَالصَّارُوخِ السُّوفْيَاتِي


عِنْدَمَا يَكُونُ فِي اسْمِ التَّصْغِير..


وَفمُكِ كَمِحْفَظَةِ نُقودِي


مِنْ جِلْدِ الْكُوبْرَا


وَهِيَ صِينِيَّةُ الصُّنْع..


انْعِرَاجَاتُ خَدَّيْكِ


تُشبِهُ انْعِرَاجَاتُ نَافِذَةِ الشَّاحِنَةِ "ڤلڤو"


أذنَاكِ مِثلَ الْهَاتِفِ النَّقَّال


لِسَنَةِ 2050


ثَمَنُ الْهَمْسةِ بَاهِرٌ


وَبَاهِرٌ جدًّا...


ولكن..


لا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي..


عُنُقُكِ كَمُقدِّمَةِ الْقِطَارِ السَّرِيع


مِنْ زَاوِيَّةِ الأبْعَادِ الثلاثة..


صَدْرُكِ..


أُقْسِمُ أنَّهُ الْحَاسُوب...


قَامَتُكِ لَمْ تَدَعْ شَيْئًا مِنْ قَلَمِ الْمِدَاد


لِبَاسُكِ..


لَمْ أَجِدْ لَه وَصْفًا


لا فِي قَوَامِيسِِ..


تَبَرُّجِ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَالثانِيَّة


وَلا فِي مُحَرِّكِ "غُوغَلْ"...


هَيَّا! تَسَلَّقِي وَرَائِي كَقِرْدَة


وَاخْفِي عَنِّي تِلْكَ الْكُتُبَ


حَتْمًا سَنَعُودُ...


عِنْدَ الْخُرُوجِ الْمَدْرَسِي


الْمُعَلِّمُ لَنْ يُسَجِّلَكِ


فِي دِفْتَرِ الْغِيَّاب...


وَنُقطَة الْفَرْضِ مَضْمُونَةٌ..


كَالضَّمَانِ الاجْتِمَاعِي


وَزِيَادَةٌ..


كَرِبَا الْقُرُوضِ الْبَنْكِيَّة


وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي


أبُوكِ..


سَنَمُرُّ عَلَيْهِ..


عِنْدَ بَابِ الثانَوِيَّة..


فِي لَحْظَةِ الانْتِظَار..


كَمَا يَنْتَظِرُ النَّاسُ


الْحَافِلاتِ فِي بَلَدِنَا...


حِينَهَا تُكَبِّلِيهِ بِقُيُودِ أُمِّكِ..


كَمَا هِيَ الشُّعُوبُ مُكَبَّلَةٌ


مِنْ طَرَفِ آبَائِهَا...


وَأثنَاءَ الْعَشَاء..


عِنْدَمَا تَكُونُ الأسْرَةُ تَتَفَرَّجُ


عَلَى الْمُسَلْسَلِ الْمُدَبْلَج..


فِي كُلِّ حَلْقَةٍ..


تِسْعَ وَتِسْعُونَ قُبْلَة..


مَتَى يَسْتَلْقِي..


"بُوبْ" مَعَ "كَاتْرِينْ"


تَحْتَ الشَّجَرَة..


وَكُلَّ شيْءٍ يَبْدُو..


وَلا حَرَجَ عَلَيْكُمْ...


لأنَّهُ لَيْسَ عَلَى


الأعْمَى وَالأعْرَجِ وَالمَرِيضِ


حَرَج...


حِينَهَا اغْمُزِي لأبِيكِ..


وَسَتَرَيْنَ ابْتِسَامَةً عَلَى شَفَتَيْه


كَأنَّهَا جِسْرٌ..


مِنَ الاسْمَنْتِ الْمُسَلَّحِ الْمَغْشُوش


وَأضْوَاءُ الرِّضَا وَالتَّوَاصُل..


تنْقَشِعُ بِاللّوْنِِ الأخْضَرِ..


وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي


أخُوكِ!..


سَأقََهْقِهُ عَالِيًّا


حَتَّى تُذْكَرَ قََهْقَهَتِي


فِي نَشْرَةِ الأرْصَادِ الْجَوِّيَّة..


أخُوكِ كَعَنَاوِينِ أخْبَارِ الْمَسَاء..


مُرِّي عَلَيْهِ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا..


سَيُقَبِّلُكِ كَيْفَ تَشَائِين...


وَإذَا مَا انْكَشَفَ الأمْر


اسْقُطِي إلَى الأرْضِ


وَتَخَبَّطِي كَمَا يَتَخَبَّطُ


الَّذِي أصَابَهُ مَسٌّ مِنَ الشَّيْطَان


وَانْتَظِرِي طَوِيلاً..


حَتَّى تَأتِي سَيَّارَةُ الإسْعَاف..


وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي


سَتَنْقُلُكِ فَوْرًا


إلَى الْمُسْتَعْجَلات


بِمُوسِيقى "الْهِيبْ هُوبِْ"


هُنَاكَ سَتَتَعَلَّمِينَ


مَعْنَى الْمَوْت...


وَالْحَيَاة...


بِالمَجَّان...


وَصْفَةُ الطَّبِيبِ..


اشْتََرِيهَا وَتَنَاوَلِيهَا


وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي


إنَّ أدْوِيَّةَ عَصْرِنَا


كَالْخَمْر فٍي فِقْهِ الأُصُول...


وَتُصْبِحِينَ..


جَالِسَةً عَلَى الْعَرْش


كَأمِيرَةِ الْقِرَدَة


وَأنَا أتسَلَّى بِكِ..


كَمَا أنْتِ تَتَسَلَّيْنَ بِالْعَالَم.


****************


بقلم: محمد معمري