بين طريقين
بقلم عبد القادر كعبان
أول مرة أحتسي القهوة بمفردي.. احساس رهيب يلف المكان.. كنت بحاجة لأن أسمع وقع خطواته من وراء الباب و هو يفتحه.. لم أره منذ آخر مرة تشاجرنا.. أوقع المزهرية التي تحتضن وروده الحمراء..
تركني وحيدة.. غادر بيده تلك الحقيبة السوداء.. دخلت غرفتي.. أغلقت على نفسي.. وقفت أمام مرآتي.. وجهي لمح نظراته الخفية وهي تسألني بنبرة عتاب:
- صرنا نتشاجر على أتفه الأسباب؟
قلت:
- بل نحن لا نتفق على رأي واحد..
فتساءل ضاحكا:
- إذن هي مجرد حتمية صراع بين خطين..
سألته بدوري ساخرة:
- أتقصد بكلامك..
قاطعني:
- طريقين، إما هزيمة أو انتصار..
شعرت بقلبي يخفق بشدة.. تساءلت بيني و بين نفسي:
- أيهما سأختار؟
فاجأني صوت منبعث من الخارج.. ركضت باتجاهه.. كان هو يحمل بين يده وردة حمراء..
اقترب مني.. قدم لي تلك الوردة.. همس في أذني قائلا:
- لا زلت أقف بين طريقين..
تنهدت بهدوء، ثم سألته:
- أترغب..
- فنجانين من القهوة كالعادة..
رمقته بابتسامة بارقة، ثم تركته مسرعة باتجاه المطبخ..