كتاب الله

آيات النور و خير و إيمان ، و معجزة الإسلام الخالدة على الدوام ، هو حلية قلب المؤمن إن تحلى به ، و النور السائر في دربه ، و المرافق له في حياته ، و بعد موته و في قبره ، و القائد له إلى أعلى الجنان .
انه القران الكريم ، منهاج حياة ، و هو منبع العلوم و أصلها .

قال تعالى : (( إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ))
إن بحثت في معالي الأخلاق ، فلن تجد أروع من كتاب الله تستخلص من آياته دعوة للصدق و البر و التقوى و الإخلاص و اعمار الأرض بالخير و الطاعات .
و قد كان نبينا و قدوتنا محمد صلى الله عليه و سلم خير من تخلق بأخلاق القرآن .
سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها و عن أبيها عن خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : كان خلقه القرآن
و إن أردت أن يخاطبك الله تعالى فافتح كتاب الله و تأمل آياته .
أنصت إلى آيات تنادي : ( ياأيها الذين آمنوا ... )).
تأمل معانيها ، إنها موجهة لك و لكل مؤمن بالله و حاول أن تفهمها و أن تتدبر مضمونها و اعقد العزم على التطبيق .
و إذا مرت بك آيات ترهيب فاستحضر القلب ، و ليمتلئ خشية و رهبة ، و لتسأل الله الجنة ، و لتستعيذ به من النار .
و هكذا عود النفس على التلاوة الصحيحة أولا ، فهي مفتاح الفهم للآيات ، ومن ثم تخشع في التلاوة ، و اقرأ بتدبر و لا تمر على الآيات مرور الغافلين ، فبعض الصحابة كانوا يقضون الليلة يتفكرون في آية ، وبعضهم كانوا يتهجدون بآية يرددونها و يبكون من خشية الله ، لأنهم كانوا يشعرون بأنها تخاطبهم حقا ، فيحضر القلب ، و تتنزل السكينة ، و يكون الخشوع و الإيمان دافعين لحسن الخلق و حسن العبادة و حسن العمل .