من المعتاد ان يعتد بصفة المثقف كل من له دراية مشهود لها بالكفاءة وحسن النطق ، والحبكة في الإبداع والدقة في الوصف ، وفن الصياغة بأسلوب يلقى قبولا سلسا لدى المتلقي.
من الإنصاف إبداء التقديروالإحترام المتوجب لكل اديب يتوخى من كتاباته الإبداعية نشر الوعي المنشود في مجتمعه ،ومحق ادران الجهل والظلام ببيئته،
والسمو بالعقل إلى درجة إدراك ينير بصيرة الإ نسان . من البديهي ان يفخر كل مبدع بما يقدم للناس سواء في الكتابة اوفي الصورة أمام معجبيه، ومن الواجب عليه بالمقابل أن يحاول مخلصا قدر الإمكان في توظيف افكاره لخدمة مجتمعه
من خللا تلقين القيم الاساسية في الاخلاق وحسن التعامل والدعوة الى النهوض
المعرفي باهل أمته ، ويكون كدرع رادع واقي ضد كل مستوردهدام لصرح الثوابت والمبادئ الإنسانية لبيئته والذوذ عليها بدون كلل أو ملل..
فمن دواعي الشرف أن تجد مثقفا يستميت للدفاع عن حوزة وطنه ونصرة دينه وملته، تراه في المحافل كشعلة لا تنفتأُ جدوتها ، لتظل كنبراس مرشد للاجيال،
كمقبس لتعميم الخصال الحميدة وتغيير السلبيات للإيجابيات ، وترسيخ معنى الإجتهاد في سبيل الرقي بالفرد والمجتمع والإنتقال به إلى درجة النضوج المعرفي...
بيد انه من الإسفاف أن نرى كاتبا مبدعا يسخر امكانياته في خدمة كل من يتحين الفرص للنيل من دوحة الوطن ومقدسات الامة وعقيدتها . تراه يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في الدعاية للتوجهات المدمرة لإستقرار بلده والنيل من مصداقية تراثه.
من المخجل أن تجده مقيدا بأفكار تدعي الإصلاح وهي في الحقيقة الخفية كالسوس المتوغل في جسد المجتمع ينخره شيئا فشيئا حتى تجتاحه العلة..
من السخف والإحباط ان نلمح مثقفا ينسلخ عن جلده ابتغاء وهم الشهرة أو مكانة سعى إليها بجهد على حساب كرامة الامة ، فسيستبيح كل الوسائل للوصول إلى مبتغاه.،لان تلك من اعتى الإسلحة الفتاكة والمدمرة لأي كيان مهما كان تماسكه.
ولهذ فمن الواجب ان يضع كل مبدع نصب عينيه مصلحة الوطن وصوت شعبه من أولى اولويات رسالته ، وكل من هو غير ذلك فلا هدف له ، ولا يمكن أن يؤدي مأموريته الإنسانية.