ثورات شعبية ،،، أم أجندات خارجية ؟
ثورة،،، حقوق،، إصلاحات،، شرق أوسط جديد،، فوضى خلاقة،، انقلاب،، أجندات خارجية،، عملاء ومندسون،، تخريب،، بلطجية،، حقوقٌ مشروعة،، !!!
هذه العبارات كانت مثار الجدل العنيف بيننا، كنا مجموعةً من الشباب المتحمس لما يحدث في الوطن العربي من تغيير، آملين أن يقودنا هذا التغيير إلى وحدةٍ عربيةٍ شاملة، تستطيع الزحف نحو القدس في نهاية المطاف .
ولكن النقاش الدائر كان يأخذ أكثر من منحىً، وغالباً يأخذ شكل التناقض والحديّة، حتى كدنا نستخدم الأيدي ضد بعضنا على الطريقة العربية القبلية .
ليلتها لم أستطع النوم بعد أن استرجعت شريط النقاشات الطويل بيننا، وقفزت إلى دماغي آلاف الأسئلة السياسية التي تحتاج إلى إجاباتٍ، دون أن أجد الجواب المناسب، حتى تحول الجدل الذي دار بيننا إلى جدلٍ بيني وبيني .
من هنا آثرتُ أن أطرح الأسئلة التي طرحتها على نفسي، عليكم أنتم سادتي الكُتاب والمحللين لعلي أجد على النار هدىً ... وصدقاً أريد كما يريد غيري إجاباتٍ شافيةً، تعمم الفائدة للجميع وتبصّرنا ببواطن الأمور، وليس المقصود من هذه التساؤلات التقليل من شأن الثورات معاذ الله .
أولاً : لماذا يقول البعض (من الشعوب)، وتكتب بعض الأقلام عن ثورةٍ ما تدور في بلدٍ عربيٍ ما، أنه حقٌ مشروعٌ للثوار لإسقاط النظام، بينما يقول ويكتب هذا البعض عن الثورة التي تحدث في بلده أنها عبارة عن عملٍ جبانٍ يقوم به مدسوسون، وعملاء للموساد، أو أناس ينفذون أجندات خارجية ؟
ثانياً : لماذا يعتبر الزعماء العرب كذلك، الثورات في البلدان العربية الأخرى مشروعةً، حتى أنهم – وعبر جامعة الدول العربية – يدعمون التدخل الأجنبي في ليبيا والثورة الليبية ضد العقيد القذافي، بينما يحاربون الثورة في بلدانهم ؟ ويعتبرونها عنفاً أو إرهاباً من مجموعات مدسوسة، عميلة، تنفذ أجندات خارجية.
ثالثاً : إذا اعتبرنا أن زعماء كلٍ من مصر وتونس واليمن، ودول الخليج العربي، والأردن، وغيرها من الدول العربية السائرة في الفلك الأمريكي، يستحقون الخلع والإسقاط، لأنها أنظمةٌ مؤمركة متصهينة، فلماذا تحدث ثورةٌ في دولٍ عربيةٍ أخرى تمثل المعسكر المعادي لأميركا وإسرائيل، مثل سوريا التي تدعم المقاومة في لبنان، تلك المقاومة التي استطاعت طرد الصهاينة من الجنوب اللبناني، وتحتضن رموز فصائل الرفض والمقاومة الفلسطينية، مثل اليسار الفلسطيني وحماس والجهاد الإسلامي ؟؟ وألا تعتبر الثورة ضد هذه الأنظمة المقاوِمة، ثورةً مشبوهةً تعمل لصالح الأجنبي؟
رابعاً : إذا كانت الشعوب العربية تستطيع إسقاط الأنظمة كما حدث في مصر وتونس، فلماذا لا تضغط هذه الشعوب على زعمائها لإجبارهم على القيام بإصلاحات سياسية ودستورية واجتماعية، من شأنها توفير الحياة الكريمة للمواطن، والنهوض بمستواه المعيشي، ورعاية حقوقه السياسية والاجتماعية، وتنفيذ هذه الإصلاحات فوراً ضمن آليات تحددها الجماهير والدولة بالتعاون والتنسيق، (إذ أن المطلوب في النهاية هو تحقيق هذه المطالب) فنحن نريد العنب، ولا نريد ذبح الناطور، دون المطالبة بإسقاط النظام ككل، وما يتبع ذلك من فوضى أو فرصٍ لتدخل جهات خارجية وداخلية لخطف ثمار الثورة ؟
خامساً : الكثيرون من الشعوب والحكام على السواء يؤيدون التدخل الأجنبي في ليبيا، لنصرة الثورة، بناءً على ذلك هل نعتبر أن التدخل الأجنبي مشروع في كل زمانٍ عربيٍ وكل مكانٍ عربي ؟
سادساً : إذا كان من حق الثورة الليبية ـ برأي الكثيرين ـ استدعاء القوى الأمريفرانيطانية لمساندتها، فهل من حق أي زعيمٍ عربيٍ يتعرض لثورةٍ، أن يستدعي القوى الأجنبية لمساندته ؟
سابعاً : هل الثورات العربية موجهة ضد الصهيونية في نهاية المطاف، أم ضد الأنظمة فقط ، بمعنى ، هل الثورات الحالية اجتماعية داخلية، لا علاقة لها بالصراع العربي الإسرائيلي، أم هي في النهاية ثوراتٌ سياسية، من أهدافها البعيدة تحرير فلسطين ؟
ثامناً : فيما يتعلق بالثورة الليبية، وبما أنها مدعومةٌ الآن من الدول الغربية وأميركا، فهل يعني هذا أنها في نفس الخندق الأمريكي الغربي، إذا ما علمنا أن التدخل الأجنبي ليس لوجه الله ؟؟
تاسعاً : الكثيرون يستحضرون الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة لتدعيم ما يقولون، فلماذا لا ينادون بثورةٍ إسلاميةٍ، لبناء دولةٍ تحكم بما أنزل الله، ويتم انتخاب خليفةٍ للمسلمين في هذه الدولة أو تلك، بدل انتخاب زعيمٍ ربما يحكم بالعلمانية أو الاشتراكية التي لا تلبي طموحات وأحلام الناس كالدين الإسلامي الحنيف والذي هو دين الإنسانية جمعاء، والذي من خلاله نحصل على عزتنا وكرامتنا، وعظمتنا كأمة ؟؟
أخيراً : لماذا يركز الإعلام ويبرز طرفاً من أطراف النزاع، دون الطرف الآخر ؟؟
أرجو من الأقلام الحرة التعاون ومحاولة وضع إجابات للفائدة العامة .