أُمِّــــــــــي
********************
أقــولُ أُمــِّي فَتَغْشَانِي الـزَّغاريـدُ
في كُلِّ يَــوْمٍ لَهَا فِــيْ مــُهْجَتِي عِــيْدُ
إذا ذَكَرْتُ اسْمَهَا يندَاحُ فِيْ شَفَتِي
من مَسْجـِـدِ الْقـَلْبِ تَــرْتِيلٌ وَتَجْوِيْدُ
فَجنَّـةُ الخـُلْـدِ تَأْتِيْهَا مُلَـبـِّيَةً
مَن نَاوَلَتْهُ الــرِّضا بالفـَوْزِ مــَوْعـُوْدُ
أُمِّيْ البَهيَّةُ تـعْلو فِي مَحَاسِنِهَا
ذُرَى الجَـمـَالِ / تُصَلِّي خـَلْفَها الغِـيْدُ
أُمِّي عَطاءٌ إذا ما أخْرَجَتْ يَـدَهَا
عـلـى أنــامــِـلِـهَا يـَسـْـتـَنـْزِلُ الْجـُوْدُ
أرضٌ رَؤُوْمٌ تَمُدُّ الخِصْبَ أَوْدِيَةً
وتـحت أقـدامـِهَا تَخـْضـَوْضـِرُ البـِـيـْدُ
لِصَوْتِهَا العَذْبِ مُوسِيقى مُقَطَّرةٌ
تـَـقـَدَّسَ الـشـَّدْوُ فـِيـها والأغـَارِيْـدُ
لا تعرِفُ الضِّيْقَ والأيامُ عـابِسةٌ
بـهـا السَّـماحـةُ للجـَوعى عَـناقــِـيْدُ
قَد هَدْهَدَتْنِي على فُرْشٍ بَطائِنُه
مِنَ الحـَنَـانِ عليها الأمَـنُ مَـنْضُودُ
لا يُدْرِكُ القَلْبِ في أَفْيَائِهَا وَهَـنٌ
ولا يَـرُوْمُ صــَفـاءَ الـرُّوْحِ تَـنْـكِـيْـدُ
من كِبْرِيَاءِ الضُّحى سَنَّت عَزِيمَتها
إن أَقْـبَلَ الكَـيْدُ تخشاها الصَّـنـادِيْدُ
رَقِيقةٌ ، من فـَمِ الأنسامِ بَسْمَتُها
تذوبُ في لُـطْـفِـهَا الدَّانِيْ الجَلامِيْدُ
هي الحبيبةُ والأحبابُ / قالَ أبي
فـي عِـشقِها عطَّرَت قـَلْبِيْ المواجِيْدُ
في البَدْءِ كانت وراء الحُجْبِ سِدْرَتُها
والـعُـرْفِ يـَحْـكُمُ فـِيْنَا والتَّـقَـالِيْدُ
أرسلْتُ أهلي وقلبي طالباً يَدَها
والبـَوْحُ زَقْـزَقَـةٌ عِـنْـدِيْ وَتَـنْـهـِيْـدُ
في لَيلَةِ العُرْسِ لَمَّا حطَّ هّوْدَجُـها
أعْـلَنْتُ للكَوْنِ / أنِّي الآنَ مـَولـوْدُ
فاقت بقلبي نساءَ العالمينَ سَنَىً
ومـن لـه هـذه الأنـوارُ مـَـعـْـبـُـوْدُ
أهْـدَتْ إلـيَّ رَبِـيْعاً دائماً أبداً
كُلٌ جـَمـِيـْلٌ بـِـها حـتـَّى التَّـجَاعِــيْدُ
***************************
( شعر / عادل حماد سليم )