بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
************ ********* ********* *
كثير منا يسأل عن سبب حلول النكبات بالمسلمين؟؟؟ولماذا لم يتحقق للمسلمين النصر حتى الآن؟؟؟وماهو علاج هذا الموضوع؟؟؟ إليكم الجواب الكافي والدليل الشافي حول الموضوع بقلم فضيلة الشيخ صالح الفوزان باختصار يقول: ...ونحن لا نهمل قضايا المسلمين بل نهتم بها، ونناصرهم ونحاول كف الأذى عنهم بكل وسيلة، وليس من السهل علينا أن المسلمين يقتلون ويشردون، ولكن ليس الاهتمام بقضايا المسلمين أننا نبكي ونتباكى، ونملأ الدنيا بالكلام والكتابة، والصياح والعويل؛ فإن هذا لا يجدي شيئًا‏.‏لكن العلاج الصحيح لقضايا المسلمين، أن نبحث أولاً عن الأسباب التى أوجبت هذه العقوبات التي حلت بالمسلمين، وسلطت عليهم عدوهم‏.‏
ما السبب في تسليط الأعداء على المسلمين‏؟‏
حينما ننظر في العالم الإسلامي، لا نجد عند أكثر المنتسبين إلى الإسلام تمسكًا بالإسلام، إلا من رحم الله، إنما هم مسلمون بالاسم؛ فالعقيدة عند أكثرهم ضائعة‏:‏ يعبدون غير الله، يتعلقون بالأولياء والصالحين، والقبور والأضرحة، ولا يقيمون الصلاة، ولا يؤتون الزكاة، ولا يصومون، ولا يقومون بما أوجب الله عليهم، ومن ذلك إعداد القوة لجهاد الكفار‏!‏‏!‏ هذا حال كثير من المنتسبين إلى الإسلام، ضيعوا دينهم فأضاعهم الله عز وجل‏.‏

وأهم الأسباب التي أوقعت بهم هذه العقوبات هو إهمالهم للتوحيد، ووقوعهم في الشرك الأكبر، ولا يتناهون عنه ولا ينكرونه‏!‏ من لا يفعله منهم فإنه لا ينكره؛ بل لا يعده شركًا‏.‏ كما يأتي بيانه إن شاء الله‏.‏ فهذه أهم الأسباب التي أحلت بالمسلمين هذه العقوبات‏.‏
ولو أنهم تمسكوا بدينهم، وأقاموا توحيدهم وعقيدتهم على الكتاب والسنة، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولم يتفرقوا لما حل بهم ما حل؛ قال الله تعالى‏:‏ ‏﴿‏ولَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَويٌّ عَزِيزٌ‏.‏ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وآتَوا الزَّكَاةَ وأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ ونَهَوا عَنِ المُنكَرِ ولِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ‏﴾‏ ‏[‏الحج‏:‏ 40-41‏]‏، فبين أنه لا يحصل النصر للمسلمين إلا بهذه الركائز التي ذكرها الله سبحانه وتعالى وهي‏:‏ إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏
وأين هذه الأمور في واقع المسلمين اليوم‏؟‏ أين الصلاة عند كثير ممن يدَّعون الإسلام‏؟‏‏!‏
وقال تعالى‏:‏ ‏﴿‏وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناًَ‏﴾‏ لكن أين الشرط لهذا الوعد‏؟‏ ‏﴿‏يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً‏﴾‏ ‏[‏النور‏:‏ 55‏]‏، فبين أن هذا الاستخلاف وهذا التمكين لا يتحقق إلا بتحقق شرطه الذي ذكره وهو عبادته وحده لا شريك له، وهذا هو التوحيد، فلا تحصل هذه الوعود الكريمة إلا لمن حقق التوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له، وعبادة الله تدخل فيها الصلاة والصيام والزكاة والحج، وجميع الطاعات‏.‏
ولم يقل سبحانه‏:‏ يعبدونني فقط بل أعقب ذلك بقوله‏:‏ ‏﴿‏لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً‏﴾‏؛ لأن العبادة لا تنفع مع وجود الشرك، بل لا بد من اجتناب الشرك أيًّا كان نوعه، وأيًّا كان شكله، وأيًّا كان اسمه‏.‏ وهو‏:‏ ‏"‏صرف شيء من العبادة لغير الله عز وجل‏"‏‏.‏
هذا هو سبب النجاة والسلامة والنصر والتمكين في الأرض، صلاح العقيدة وصلاح العمل‏.‏ وبدون ذلك فإن العقوبات والنكبات، والمثلات قد تحل بمن أخل بشيء مما ذكره الله من القيام بهذا الشرط، وهذه النكبات، وهذا التسلط من الأعداء سببه إخلال المسلمين بهذا الشرط وتفريطهم في عقيدتهم ودينهم، واكتفاؤهم بالتسمي بالإسلام فقط‏.......... هذا هو التوحيد الذي يجب على المسلمين أن يهتموا به قبل كل شيء؛ حتى يتحقق لهم النصر والعز والتمكين في الأرض، فهذه الأمور لا تتحقق إلا بتحقيق التوحيد الذي خلق الله الخلق من أجله وأمرهم به من أولهم إلى آخرهم‏.‏
فكيف يهون من شأن التوحيد‏؟‏‏!‏ فيقال‏:‏ الناس الآن في مشكلات‏!‏ المسلمون في ضيق وفي مضايقة من الأعداء‏!‏
يجب أن يعلم أن أعظم قضايا المسلمين هو الإتيان بالتوحيد، فتجب العناية به قبل كل شيء، وأن نخلص الناس من الجهل بالتوحيد، ونخلصهم من الشرك، والبدع والخرافات؛ حتى يتحقق لهم النصر كما تحقق لمن كان قبلهم من قرون هذه الأمة الذين حققوا التوحيد قولاً وعلمًا وعملاً، فمكن الله لهم في الأرض، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏﴿‏وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً‏﴾‏ لكن بشرط‏:‏ ‏﴿‏يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً‏﴾‏ ‏﴿‏ومَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ‏﴾‏ ‏[‏النور‏:‏ 55‏]‏ أي‏:‏ الخارجون عن طاعة الله عز وجل‏.‏ المصدر/ من موضوع أهمية التوحيد في القرآن الكريم لفضيلة الشيخ صالح الفوزان باختصار .. ولمن أراد قراءة الموضوع كاملاً فهو على الرابط التالي:http://www.quranway .net/index. aspx?function= Item&id=830&lang= ~اللهم فقِّه المسلمين في دينهم وعقيدتهم و أعز الإسلام بهم .. وانصرهم على أعداء الدين~