وَقَضاءُ شَعْبِكَ يا مُعَمَّرُ نازِلُ

مصطفى حسين السنجاري

اِرْحَلْ..فَإِنَّكَ ،لا مَحالَةَ، راحِلُ
وَقَضاءُ شَعْبِكَ ،يا مُعَمَّرُ، نازِلُ

إنْ شاءَ شَعْبُكَ أَنْ يُزِيْلَ ، بِعَزْمِهِ ،
جَبَلاً..أَشَمَّ ،مِنَ الوُجوْدِ ، فَزائِلُ

اِرْحَلْ فَلا أَسَفٌ على جَدَبٍ طَغَى
دَهْراً.. وَأَدْرَكَهُ السَّحابُ الهاطِلُ

الشَّعْبُ أَعْلَنَ عَنْ عَظيمِ قَرارِهِ ،
وَقَرارُ شَعْبِكَ ،في رَحيْلِكَ ،عادِلُ

هُوَ مَنْ تَسَنَّمْتَ العُلى بِأَكُفِّهِ
وَبِها سَتَهوي إِنْ بَقِيْتَ تُماطِلُ

مَضَضاً تَوَخَّى، فيكَ، زَهْوَ مَعيْشَةٍ
عَبَثاً .. وَهَلْ تَزْهوْ ،وَقَلْبُكَ قاحِلُ ؟

تِلكَ العُقوْدُ مَضَتْ ، وَأَنْتَ هَدَرْتَها
فَكفاكَ تَسْتجْدي الطُّلوْلَ تُسائِلُ

المَكْرُماتُ ،وَما تَقِيْكَ، هَجَرْتَها
هَيهاتَ .. هَلْ يَرْقى المَعاليَ سافِلُ ؟

اِرْحَلْ.. لَعَلَّ العِزَّ يُدْرِكُ أُمَّةً
ذَلَّلْتَها..يا أَيُّها المُتَخاذِلُ

أَغْمِدْ سيُوْفَكَ ، وارْتَكِنْ بِمَفازَةٍ،
فَلَرُبَّما يُنْجيْكَ مِنْها ساحِلُ

لا تَرْجُ ،في الغَدِ ، مِنْ غَريْمِكَ عَفْوَهُ
وَسُيُوْفُ بَغْيِكَ مِنْ دِماهُ نَواهِلُ

يا مَنْ حَكَمْتَ ،وَصِرْتَ فينا وائلاً
تَلقى الذي لاقاهُ، قَبْلَكَ، وائِلُ

لا تَسْتَهِنْ بِالشَّعْبِ؛ هَبَّ يُناضِلُ
سَيَظَلُّ فيكَ النَّقْصُ ،وَهْوَ الكامِلُ

لا تَحْسَبَنْ غَضَبَ الشُّعوبِ نسائِماً
سكْرى..على أشْذائِها تَتَمايَلُ

إِنَّ الشُّعوبَ إذا تَضافرَ عَزْمُها
فَعَواصِفٌ ، وَقَواصِفٌ ، وَزَلازِلُ

خَدَعُوْكَ إذْ قالوا: بِأَنَّكَ خالِدٌ
كَمْ قائِلٍ خَدَعَ الطُّغاةَ ..وَقائِلُ

وَمِنَ السَّفاهَةِ أَنْ تُناطِحَ جَلْمَداً
وَتَظُنَّ صَدْعاً فيهِ، أوْ يَتَضاءَلُ

لَنَزَلْتَ تُحنيْ هامَةً لِجُمُوْعِهِم؛
لَوْ أَنَّ صَدْرَكَ بالمَشاعِرِ آهِلُ

حُكْمُ الشُّعوْبِ على الطُّغاةِ عَدَالَةٌ،
هَلْ يَسْتَميْلُ إلى العَدالَةِ باطِلُ؟

ما أنْتَ أوَّلُ مَنْ أُطِيْحَ بِعَرْشِهِ ،
سَلْ سابِقَيْكَ..وَلَنْ يَخيْبَ السّائِلُ

مَنْ فاتَهُ المَأْموْلُ في عَشَراتِهِ
تَعْساً ..أَفيْ آحادِهِ يَتَفاءَلُ..!

‏22‏/02‏/2011
في ركن ما من المعمورة