أثار البطالة على الفرد والمجتمع


ملف مرفق 696الجانب الأمني :
تؤدي البطالة إلى انخفاض أواصر الروابط التي يحملها الناس تجاه المؤسسات الرسمية والأنظمة والقيم الاجتماعية السائدة في المجتمع ، كما أنها تحد من فعالية سلطة الأسرة بحيث لا تستطيع أن تقوم أو تمارس دورها في عملية الضبط الاجتماعي لأطفالها ، ومن ثم يترتب على انخفاض أواصر الروابط التي يحملها الناس وعلى محدودية أو ضعف سلطة الأسرة قابلية الأطفال والشباب واستعدادهم للجنوح ؛ وذلك لسهولة وقوعهم تحت تأثير القيم السائدة وسيطرتها لدى مجموعة الرفاق (الزملاء) في الحي / الأحياء.

ملف مرفق 697جانب الصحة النفسية :
تؤدي حالة البطالة عند الفرد إلى التعرض لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي ، إضافة إلى أن كثيراً من العاطلين عن العمل يتصفون بحالات من الاضطرابات النفسية والشخصية ، فمثلاً يتسم كثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة مما يؤدي إلى اعتلال في الصحة النفسية لديهم ويعد أهم مظاهر الاعتلال النفسي التي قد يصاب بها العاطلون عن العمل .


ملف مرفق 6981. الاكتئاب :

تظهر حالة الاكتئاب بنسب أكبر لدى العاطلين عن العمل مقارنة بأولئك ممن يلتزمون أداء أعمال ثابتة وتتفاقم حالة الاكتئاب باستمرار وجود حالة البطالة عند الفرد مما يؤدي إلى الانعزالية والانسحاب نحو الذات .

ملف مرفق 699
2. تدني اعتبار الذات :

يؤصر العمل لدى الإنسان روابط الانتماء الاجتماعي مما يبعث نوعاً من الإحساس والشعور بالمسؤولية ويرتبط هذا الإحساس بسعي الفرد نحو تحقيق ذاته من خلال العمل لذا فإن انتماء الفرد إلى مؤسسة أو منظمة عمل بشكل رسمي يعزز ويدعم الذات لديه وعلى عكس ذلك فإن البطالة تؤدي بالفرد إلى حالة من العجز والضجر وعدم الرضا مما ينتج منه حالة من الشعور بتدني الذات أو عدم احترامها .


ملف مرفق 700جانب الصحة الجسمية والبدنية :
ينعكس التأثير السلبي للبطالة على الصحة النفسية للفرد بالتأثير على الصحة الجسمية أيضاً إذ أن الحالة النفسية والعزلة التي يعانيها كثير من العاطلين عن العمل تكون سبباً للإصابة بكثير من الأمراض وحالة الإعياء البدني .

1. حجم البطالة ونسبتها في المملكة العربية السعودية والمناطق الإدارية :
تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الإحصاءات المتفاوتة في تحديد حجم البطالة ونسبتها في المملكة إلا أن بيانات الإحصاءات الرسمية للنتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن تشير إلى أن عدد المتعطلين عن العمل يبلغ ( 306572 ) بنسبة ( 13.44 % ) .


العلاقة بين حالة البطالة وحدوث الجريمة في المناطق الإدارية للمملكة :
لوضع تصور عن علاقة حالة البطالة بوقوع الجريمة في المناطق الإدارية ، حددت نسبة الجريمة وفقاً لتعداد السكان في المنطقة مع الأخذ في الاعتبار أن بعض مرتكبي الجرائم قد لا يكونون من القوى العاملة ، إضافة إلى أن المناطق متفاوتة إلى حد كبير من حيث الكثافة السكانية وتتضمن حدوث الجريمة مجموع الجرائم المسجلة في كل منطقة من الجرائم التالية : الأخلاقية ، السرقة ، المسكر ، النفس ( القتل والإيذاء الجسدي ) والجرائم المتنوعة وذلك وفقاً لبيانات الكتاب الإحصائي السابع والعشرين الصادر عن وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية .


نجد أن هناك علاقة بين ارتفاع نسبة البطالة والجريمة في بعض المناطق الإدارية ، وتبرز هذه العلاقة بشكل واضح في المناطق التالية : ( جازان ، حائل ، المدينة المنورة ، الحدود الشمالية ، الجوف ) .
كما تجدر الإشارة هنا إلى أن مستوى التأهيل العلمي لهذه المناطق منخفض جداً وذلك بالنسبة للقوى العاملة والمتعطلين معاً
الآثار الناجمة عن البطالة :
البطالة مشكلة ناتجة عن مشكلات ومسببة لمشكلات أخرى ، فهي ناتجة – كما رأينا – عن مشكلات تواضع الأداء التنموي والنمو الاقتصادي ، والتقدم التكنولوجي ( غير المتوازن ) ، وارتفاع الأجور والاستعانة بالأيدي العاملة غير الوطنية ، وهي ينتج بدورها مشكلات أخرى كبيرة .
وموضع الآثار الناجمة عن البطالة بات موضوعاً يشد انتباه الباحثين ويلفت نظرهم على ما يترتب عليها من أوضاع اقتصادية كانت أو اجتماعية أو ثقافية أو نفسية أو سياسية وبطبيعة الحال ، فإن هذه التأثيرات المترتبة على البطالة تتفاوت ليس فقط من حيث الزمان والمكان وكم ونوع البطالة وإنما أيضاً من حيث حدتها ودرجة إلحاحها .

على أية حال ، تشكل البطالة سبباً رئيسياً لمعظم الأمراض الاجتماعية في أي مجتمع ، كما أنها تمثل تهديداً واضحاً للاستقرار الاجتماعي والسياسي ، فالبطالة بمعناها الواسع لا تعني فقط حرمان الشخص من مصدر معيشته ، وإنما تعني أيضاً حرمانه من الشعور بجدوى وجوده .
وفي إجمال للآثار الناجمة عن البطالة يذكر أن معظم المشكلات الاجتماعية والنفسية والأخلاقية التي انتشرت في الآونة الأخيرة في بعض الدول العربية والإسلامية التي تعاني من مشكلة البطالة كانت البطالة هي العامل المشترك في خلقها واستفحال خطرها .
فإذا ما أخذنا تلك العموميات في اعتبارنا ، واتجهنا إلى بيان الآثار المحددة التي تنجم عن البطالة فسنجد أنه رغم كثرتها إلا أن الغالبية العظمى من المهتمين بهذا المجال قد أجمعت على آثار بعينها : اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية وأمنية .


*************
هذه الرسالة برعاية
جامعتي ::: ::: ملتقى الجامعيين والجامعيات السعودي

http://www.ksau.fi5.us/vb/index.php