هل بدأ المخاض الجديد لفوضى خلاقة بلبوس عربي إفريقي؟…
بقلم الإعلامي عماد العيسى
لا أعرف ما أقول أو أصف ما يجري أو ما أسمع أو ما أشاهد عبر شاشات التلفزة من مجازر لا يمكن ان يقال عنها إلا همجية تذكرنا بهمجية اليهود في فلسطين أو لبنان بكل ما تعنيه الكلمة , عقيد ليبيا يقوم بما يمليه عليه ضميره وهذا أقل ما يقال , لأنه في الحقيقة لا يملك ضميراً إطلاقآ وبالتالي يفعل ما يفعل بكل راحة للضمير الغائب .
قصف بالطيران وباستخدام كافة انواع الاسلحة لقتل المواطنين الليبيين العزل الذين لا يملكون الا الضمير ولو انه صحا متأخرا ولكن ان يأتي متأخرآ خير من ان لا يأتي ابدآ . ولعنة الله على السلطة ولعنة الله على الكراسي اذا كانت ستبيع الضمائر .الملاحظ فى الثورات ، التى جرت بتونس ومصر والآن فى ليبيا، أن هؤلاء الحكام الرؤساء مصابون بداء العظمة والسادية والشوفينية والجنون المسعور ، الذى أفقدهم كل شيء من وطنية وإنسانية وأخلاقية , حتى باتوا يتصرفون وكأنهم آليه عسكرية وحشية قمعية تدوس على الشعوب …وعلى ما يبدو ان طول الوقت في سدة الحكم جعلهم يعتقدون ان الشعوب العربية تدخل ضمن إطار الملكية الشخصية للحاكم ، وبالخط العريض تحت عنوان” خبر عاجل” تشخص الأبصار على شاشات التلفزة إلى العقيد يصدر الأوامر للمرتزقة بقصف شعبه بالطائرات والمدفعية وبرميه بالرصاص الحي .
نفكر لماذا يجري كل هذا ؟……. أهو (الكرسى) ، هذا المقعد الخشبى الجامد الذي بات أهم من الشعوب لدرجة أنه من أجله تستعمل الصواريخ والقذائف ؟ أم كما يقال “الشرق الأوسط الجديد والكبير؟!!!
في الحقيقة سمعت الكثير من التساؤلات حول الصمت الدولي لما يجري في ليبيا وأنه من الواجب أن تخرج الشعوب العربية عن بكرة أبيها ضد ما يجرى في ليبيا ، ولتكن هنالك مظاهرات مليونية في كل مكان ، وتمضي التساؤلات :”أين الجامعة العربية ؟ والأمم المتحدة ؟ والاتحاد الاوروبى؟ وأين وأين وأين ؟؟؟؟؟ فقلت في نفسي بعد مراجعة الذاكرة لماذا الاستغراب؟! فدولة الكيان الإسرائيلي كل يوم تذبح أصحاب الأرض الأصليين في فلسطين لإقامة دوله مغتصبه ، لماذا نستغرب ؟…وأمريكا قتلت وذبحت واحتلت بشكل مباشر العراق وأفغانستان تحت شعار الديمقراطيه والحرية , لماذا نستغرب؟… وكل يوم يتم تهويد القدس والكل يسمع ويشاهد , الشرق الأوسط ينتفض و شعوب العالم العربي تتحرك معلنة ميلاد تاريخ جديد للمنطقة ، ولعله شرق أوسط جديد غير الذي أرادته امريكا ( نسأل الله ذلك)، وفي زحمة الأخبار والتقارير الإعلامية والمستجدات على الأرض في معظم الدول العربية ، تقف فلسطين على استحياء تتابع ما يجري ، وترقب المستقبل بأمل وخوف ، أملٌ بأن يكون هذا التغيير لمصلحة قضية فلسطين وخطوة في سبيل التحرير والعودة ، وخوف من أن تضيع هذه الثورات وتسرقها قوى الظلم والاستعباد بحجة الحفاظ على الديمقراطيه المزعومه لتعود قضية فلسطين الى أدراج الحكام والقاده…أخيراً أخشى ما اخشاه ان تكون تلك الثورات بداية مرحله تنفيذ نظريه الفوضى الخلاقة التي تبنتها الادارة الامريكية للاستفاده من ثروات العالم العربي والاسلامي بشكل أكبر .
عمادالعيسى