ثلاثون عاماً
ــــــــــــــــــــــ
ثلاثون عاماً
وها أنتَ تذهبْ
أخذتَ
وكم قد أخذتَ
وطوفان سوئك يهربْ
أطعتَ رمادك
لم يبق
ضوء اخضرار ٍ
لجدبك يَرهبْ
حكمتَ
بما لا يليق
بشعب ٍ أبيّ
بشعب ٍ
لنهر الحضارة أنجبْ
حكمتَ
وعهدك طال
تراخيتَ
ثم تناسيتَ
ما ينبغي أن تزيل
وما ينبغي
أن تضئ
وكنتَ على النور تكذبْ
أخذتَ البلادَ
إلى مسلك ٍ
أسود القسمات
ولم تتأملْ
ولم تتوقعْ
بأنك يوماً ستخلع
لم تتخيلْ
ووجه البعيد يراك
لوهمك تحلبْ
تزوّر
ثم تزوّر
لا تستحي
أو يلومك
صوت الضمير
ضميرك صار عميلاً
وليس له
من يطببْ
ونشكو
ونشكو
وقصرك يضحك
والغيظ فينا ينقّبْ
ظننتَ بأنك
سوف تظل
على العرش
حتى الممات
ونجلك سوف يكون مكانك
أنتم لمصر
ومصر لكم
لتمصوا دماء تقدمها
هكذا كنتَ تحسبْ
ثلاثون عاماً
وأنتَ تبيع تواجدنا
لنعيش وراء المخاوف
والقمع نارك
تلقي بها
من يخالف
أو من يعقّبْ
نجوع
ونشقى
ولا تحتفي بهموم الجياع
ومن يعبدون النفاق
لكي يربحوا جيفة ً
من يديك
لعهدك كم يمدحون
بقولك كم يفرحون
وأنتَ تصدّق
والشعب يندبْ
خدمتَ الفساد
فصار يحبك
حباً كبيراً
ومن مصر
كل العقارب تنهبْ
خدمتَ الفساد
وبعتَ البلاد
بأبخس سعر ٍ
لمستثمر ٍ
لا يبالي
وإقطاع مصر القديم
يعود بوجه جديد
ومن حزبك الوطنيّ
تخرّج كل مخربْ
لمصر الجديدة
سوف نكون
ونعمل
حتى يشير النهار لنا
فالسماء علينا تطبطبْ
لمصر النظيفة
سوف نسارع
لن نتخلى
عن الحلم
فالحلم مكسبْ
سنصنع فجراً
يعادي الطغاة
ولا يتغنى
بغير المخاض
لكل جميل ٍ
فأيدي التواريخ
تنظر فينا
وتذهل
والبعث تكتبْ

شعر : ياسر الششتاوي
12 ـ 2 ـ 2011م