هوة فكرية سببت الثورة

ان ثورات العالم العربي هي موضوع دراسات في الايام القادم في كل جامعات العلو م السياسيةو في العالم لتضيف الى تركة المعرفة درسا جديدا

-----------------------------------------------

الهوة الفكرية

تطورت عقول الجيل الجديد وتزامنت مع السرعة التي يتطور فيها العالم الحديث عالم التكنولوجيا والفكر الخلاق الذي ينتشر بسرعة الضوء فخلقت فجوة كبيرة في المجتمع بشكل عام فالموضوع ليس موضوع قلب نظام او حكم او ثورة سياسية بالدرجة الاولى فقبل ان نقول نظام علينا ان نقول هيكل تنظيمي للمجتمع ككل الذي هو يشكل دولة ذات حدود تعيش ضمنها جماعة هي الشعب والدولة او النظام الحاكم هو جزء منها لانه من الشعب اصلا ومن هذا التركيب الاجتماعي

وهنا يتوجب علينا ان نقسم المجتمع الى فريقين الفريق الاول هو الفريق القديم الذي تجاوزت اعمار افراده الخمسون عاما وفريق ثاني هو فريق الشباب ابتداءا من سبع عشرة عام الى حد الابعين سنة كعمر للفرد الواحد

تشكلت هوة ثقافية وفكرية كبيرة جدا بين الفريقين فالجيل القديم هو جيل بيروقراطي تاقلم مع عالم التعتيم الذي فرضته قوى داخلية وخارجية والنظام الحاكم ذات نفسه ينتمي اليه تماما وهو نظام عموما خال من القيادات الفكرية الشبابية

واذكر امثلة بسيطة لطبيعة الحياة التي تاقلم الجيل القديم معها

-------

الموظف مثلا

اعتمد في دخله الاساسي على موضوع الرشوة لتغطية فرق عجز راتبه البسيط

ومن مضاعفات ائتلاف الرشوة الانتهازية والابتزاز فقد تطورت هذه الوسيلة لتصبح وسيلة لتجميع الثروات ولو انها بدات بسبب العوز كنت من يومين في عيادة طبيب وكانت موظفة من المحكمة في غرفة الانتظار وكانت تحاكي رجلا موظفا فتقول له لقد تم احراق المحكمة عندنا بملفاتها وقسم قضايا الاموال الذي انا فيه قسم الاموال العامة وقضاياها اتلفت ولم يعد لدينا قضايا مشكلة توقف حالنا

وابني شغال في السياحة اهو اعد

ورد عليها ونحن ايضا هذا حالنا قالتو المتظاهرين في افخم الخيام وياكلون ويشربون الله يوقف حالهن

وهذا شيئ طبيعي فهذه الملفات هي سبوبة لهولاء البيروقراطيين الانتهازيين

يستفثيدون بتسير او عرقلة هذه الاجراءات بالحصولب على الرشوة

من اصحاب القضايا تلك



ومن احداث حصلت معي كنت اطلب بيان قيد لمركب صيد من الشهر العقاري

وعرض علي احد السماسرة خارجا ان اعطيه مبلغ 100 جنيه واخذ البيان فورا فرفضت ودخلت وقدمت طلبا رسميا وقال لي الموظف البيان باليد يكت ويستغرق وقت تعال بعد اسبوع واحصل عليه لانه هناك دور وعندنا ضغط شغل عدت بعد اسبوع قال لي تعال بعد 3 ايام ورجعت مجددا بعد 3 اايام

ولم يعطني شهادة القيد فقلت له سيدي الكريم هناك مركب متعطل عن السروح يحتاج الى هذه الشهادة للتفتيش البحري

وعمال متعطلون ادفع لهم بطالتهم

وتذمرت فوقف وقال لي تطلب مني ان اسهل مصالحك وانا ما الذي ساتفيده من ذلك فدسست في يده 50 جنيها فرفعها علنا وقال لي تعطيني 50 جنيها وماذا سافعل بها لا تكفي فاعطيته واحدة اخرى مثلها فقال لي هي غير كافية ولكن نعتبرها فاتحة خير بيننا ؟؟؟؟؟

واخرج لي من درجه شهادة القيد وتفاجات انها محررة بنفس تاريخ اليوم الذي قدمت فيه الطلب والموظف يحتفظ بها في درجه الى ان حصل مني على الرشوة

وفيما انا مغادر قالبلني السمسار وقال لي مش كنت دفعت من اول يوم وريحت دماغك

وهذا مثل تافه من قضايا اكبر بكثير في مواضيع لا نهاية لها

وكتبت على اثرها موضوع لن ادفع رشوة حتى ولو تعطلت مصلحتي

وجاءت الردود الموظف راتبه بسيط وهو مطر نعم ولكن هذا الحال تفاقم في عوارضه الغير محتسبة الى الانتهازية

ثم ان هذه البيروقراطية والانتهازية تبطئ سير عمل ملفات المواطنين على كل الاصعدة وبالتالي تؤثر سلبا على سرعة تدوير راس المال العام والخاص في السوق الداخلية

----------

الاجهزة الامنية

جزء من هذا الهيكل التنظيمي المعتم وهي اجهزة بيروقراطية فاسدة تعتمد اسلوب الارهاب والتنكيل

وتعتمد في استقاء معلوماتها عن طريق المرشدين وتفتقر الى التكنولوجيا الحديثة في اجهزتها

-------------

الفريق الثاني جيل الشباب

هو جيل مختلف تماما في بنيته الفكرية كماذكرنا

والجيلين انقطعت سبل الحوار فيما بينهما تماما بسبب الهوة الفكرية

وانعدمت سبل التفاهم ولم يعد الجيل الجديد يجد مع الجيل القديم واجهزته اي سبل للحوار والتفاهم او ارضية لتحقيق احلامه الجديدة التي يعجز الاخر عن فهمها

لبلاده عقله

ان الشرخ ظهر بين الجيلين من زمن ليس بالبعيد والضفتان تزداد المسافة بينهما تماما والخلافات ازدادت حيث انه لا مكان للاحلام الجديدة على الزوارق القديمة وهذا ما يحصل اليوم في مجتمعاتنا العربية

ان هذه الثورات هي ظاهرة حتمية لتطورات زمنية فالجيل البيروقراطي القديم سقطت شرعيته ولكنه تعود الانتهازية والابتزاز فاثر البقاء مكانه ومزاحمة جيل الفكر فخلقت الصدامات



الفرق يشبه بالتحديد الفرق بين رجل يريد السفر على حماره لبلد بعيد والاخر يريد ان يسافر بطائرة سريعة

واصبح الجلين على مفترق طريق والثورة كانت هي نقطة الوداع بين الجيلين فاكرر ان هذه الثورات ولو اخذت طابع سياسي موخرا ليست ثورات سياسيةولا اقتصادية ولا اجندات خارجية هي ثورات فكرية لاجل مستقبل واحلام العقل الشبابي والنظام السياسي هو احد العوائق وستواجه هذه الثورات عواق اخرى ولكن سيكون سهلا معالجتها واقصد الهيكل التنظيمي لحركة الموسسات الداخلية

العملية تشبه الجسد عندما يطرح خلايا جلده الميته لتظهر الخلايا الجديدة وتعطي بشرة خلاقة وضاءة

ولن يقدر الجيل القديم على ممانعة الجيل الجديد لانه بحتمية الوجود اديم الارض لا يقدر على منع والبذار الصغيرة من شقه لتنمو وتصبح اشجار باثقة لانها حتمية الوجود والحياة والطبيعة