نقطة ضـــــــــــــــــــــوء ... بقلم: مهند الياس


.. لازال الحوار ، مستمرا ، وكأن المسألة لم تحسم بعد ،، وكأنها اصبحت معضة ، يتجاذب اطرافها - فقهاء - الشعر ، حتى اتعبت الشعر قبل ان تتعب الشعراء ..!!
ولا اريد في هذه - القضية - ان ابدا من المربع الاول ، اي .. في مفهوم الشعر .. الذي اصبح ليس من الضروري التوقف عنده ذلك كون هذا المفهوم تجاوزه التكرار ، وتجاوزته تحولات الشعر ذاتها والتي فرضتها القصيدة الجديدة ، ووفق منوالها المتخم بتفاصيل الابداع ، مستفيدة من عوامل لم تكن فيما مضى في حسبان قصيدة العمود ..!
.. واذا ما ادعى احدهم بقوله : - بان اللغة هي واحدة مشتركة ، فنقول له نعم .. ولكنها تطورت واتخذت حالة تختلف عن حدود عصورها المتقدمة ..!
ان الشعر لما قبل التصنيف ( العمودي) الذي حرره الفراهيدي ، كان الشعر يلج الى عالمه الارحب من خلال توجسات ايقاعاته عن طريق الاسترسال او الفكرة حيث تكون اللغة ‘ ترسم الصورة ، لتعطي المعنى .. ومن هنا يجد الشاعر ضالته في التميز والابداع ..!
لذا فان من المجحف حقا ان نتقيد بالخيوط التي تكبل الشعر وتكبل الشاعر في نفس الوقت ،، وهذا لايعني .. اننا نخرج من داخل اطار الشعر لنتجاوز حدوده .. فحدود الشعر محفوظة في موسيقاه وايقاعاته ..!
.. ان بعض ( المتزمتين) من النقاد يرون بان هنالك حدود لابد من الامتثال لخطوطها الحمراء كما لو ان هذه الحدود هي ناموس الشعر ،، بينما وجد ان ما يقيد الشعر ، هو التضييق على مفاتن ابداعاته ..!
.. اما من ناحيتي .. فانني لا اجد ثمة ما يرهق القصيدة فانا اعطيها الحرية الكاملة بل والمطلقة في التحليق .. لذا فانا انهل من البحورواشتقاقاتها - كيفما اشاء - واشكل تداخل المعاني في الافصاح عن فنية الصورة الفنية التي تجسد المعنى الدلالي باقصى حالاته ..!
.. ان الشعر - كائن - .. له سيادته ، وله كينونته ، فهو على هذا الاساس من الوصف الحقيقي ، فهو لايطيق ان تحدده مسارا ته اجتهادات تحط من قيمته العليا ، او تشذب من حريته التصويرية والحسية ، لذلك فعلينا ان ننتبه الى نقطة حساسة وهي ان الشاعر كذلك ليس له الحق في ترويض الشعر بالطرق الايقاعية او اللغوية المصطنعة .. فالشعر هو الذي يروض نفسه وهو الذي يفرض اللغة ، لانه صاحب الارادة الحسية التي تتدفق من اعماق الشاعر وهو الذي يتمتع بالقدرة الفائقة في الخروج من خلال صوره وايقاعاته الى الرحاب الاوسع ..!