من بَرِيْد ِالصَّبْر ِ
أيُّ نفس ٍ يَلُوذ ُ فيها العناءُ
من عيون ٍ أدمى صِبَاها المساءُ؟
ما تواني بلحظ ِ أنثى اغترابٌ
عن شرود ٍ عفا عليه الشقاءُ
هل يوازي الشعاعَ، والضوءُ يسري
في صحاف ِ العدالة ِ، الانحناءُ؟
لا، وربي فلن يُبَّدِلَ غَيْمٌ
جِلده أو يلينَ منه الفِرَاء ُ
يَسْمَنُ الذنبُ، والمراعي ظنونٌ
وي كأنَّ الذئابَ منها بَراءُ
مدمنٌ بالتهام جهري لساني
باحترافٍ ، وربَّ نُطْق ٍ هُرَاء
أمة بالخطاب والشعر عبدُ
والقواميسُ في يديها إماءُ
لم تطأ جبهتي من النصر ِ خيلٌ
مذ رمى البردَ في سيوفي الشتاءُ
قلتُ من هذه العزيزة ُ خدَّا
مثلُ شرق ٍ يطوف فيه الشراء
وشوشاتٌ تسكَّعَتْ بانقباض ٍ
في شفاه يَطِلُّ منها الصَّفَاءُ
غافلتني بحزنِها ،يا لبحر ٍ
كيف لونُ الأصيل فيه البُكاءُ؟
بين حين ٍ من اعتذار ٍ ولوم ٍ
جاوز اليأسَ باللقاء ِ اللقاءُ
من جروحي توسَّد المِلْحَ جفني
وإذا الملحُ والجبينُ سَواءُ
كيف ينسى المصابُ أنياب َ عهد ٍ
والليالي يجوسُ فيها العُواء ؟
شاطئ الليل للنجاوى أمينٌ
فيه يمحو الهواجسَ الأتقياءُ
فاختلسنا زوائدَ الجهر همسا
قسمة ٌ بينها وبيني الحياءُ
أترينَ الخيولَ تقدح عزما
بعد أن أسرجَ الشِّقاقَ الإخاء؟
وإذا الشمسُ من زوايا كسوف ٍ
بارتعاش ٍ تقول: أينَ الفداءُ ؟
مَنْ سِواها يغازلُ السلمَ مجدا؟
والمزايا لها ابتنى الكبرياءُ ؟
شوكة ُ الضعفِ هاجمتْني بذنب
بعد أن هادن الضميرَ النداءُ
كم وريدا له أصَفِّقُ حتى
تطلقَ القدس من سكوني الدماء ؟
في وريدي حَمية ٌ وانقسامٌ
وانكسارٌ يَمَلُّ منه الهِجاءُ
في دروب ِ الحِمام ِ قنصٌ وذبحٌ
وابتعادٌ عن الحمى والتواء
كانفجار ِ الصدور ِ من ضيق ِ عيش ٍ
قلتُ : صبرا ، لكلِّ بئر ٍ دلاءُ
حفَّنَا الصيفُ، والربيع توانى
محضُ شكٍّ ،وغيرُ هذا ابتلاءُ
من حرير ِ الفداء ِ أثوابُ عيدٍ
نسجتها لأمتي الشُّهَداءُ
سائلي الضاد ، للبراهين حرفي
مدَّ شِعرا تَقيل فيه الظباءُ
هل أناديكَ والصدى بُحَّ مني
جاثمٌ في طريق صوتي العَزاءُ
بعد قلبين من سؤالِك ، نبضي
عاد يُحيي الشَّغافَ فيه الولاء
أذرعُ الليلَ في سهادٍ وأمضي
حيث ألقتْ همومهَا الشعراء
لم أزل للعراق نخلا، وقدسي
راعف ُ الأرض واليتامى دواءُ
ويدُّ النخل ِ حاصرتها رياحٌ
خلفَها الليلُ بالهموم حُداءُ
ضمَّنا العذرُ كابتهالات فجر
في أكفٍّ ينامُ فيها الدُّعاءُ
في بِِطاح ِ الشرابِ قومي تناسوا
ما بخطو الفتى يسود الوراء ُ
أمهلوني، فربَّ طفل ٍ تمنَّى
كفَّه المجدُّ لا بكته الدماءُ
أرضعوه من البوادي صباحا
بين نهريه يستحم الوفاء
وامنحوا النخل دِجلة السلم فصلا
في ربا القدس لن يَقَرَّ العَيَاءُ
من زنادي توشَّح النصرُ خلدا
واستظلت بتاج ِ أمني النساءُ
يا لتاج ٍ من النفوس تحلَّى
كخدودٍ يطيبُ فيها الثناءُ
صارحتني أما بجسمي ندوب؟
قلتُ: ويحي، أيسحقُ الصبرَ داءُ ؟
عثرتي بالأنين غاصت بصدري
وشفاهي التوى عليها النداءُ
ما لشرق ٍ سواك يَكشِفُ أفقا
ساحلتُه إلى النجاة ِ الضياءُ
إنَّهُ الشرع في طريقِك يبدو
واثقَ الدين ِ،والهدى الأنبياءُ
وإذا الحقلُ عابقٌ في مسائي
كسحاب ٍ ينهلُّ منه العطاء
سوف آتيك حبوَ عين ٍ بشعر
ما لي العذر والقوافي لواء
راحلَ الطيف ِ لا سدودَ أمامي
يا سهولا يفوحُ منها الغناءُ
ليسَ سُقْطا من المشاع ِ ترابي
فاجعلي الفجرَ منه يدنو الرَّجاءُ
ماج بحري وأتْرَعَ القلبَ نهري
والظنونُ انحنى عليها الهَبَاءُ
عتِّقي الشدوَّ في عروقي فإني
خمرة ُالشعر ِ والمعاني إناءُ
فارسميني على خريطة ِ نور ٍ
زورقا شدَّه إلى البحر ِ ماءُ
واذكريني إذا العواصمُ نامت
واذكريني إذا استفاق الإباءُ

[/FONT][/SIZE][/COLOR]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ