المنهج العلمى و منهج أصول الفقه
د.صبرى محمد خليل استاذ الفلسفه بجامعه الخرطوم sabri.khalil@hotmail.com
(أ) المنهج الأصولي ونقد المنطق الارسطى:
وجه علماء أصول الفقه النقد لفلسفة المنطق الأرسطية وحاولوا وضع فلسفة للمنطق تتفق مع التصور الاسلامي للوجود, فاستعبدوا المباحث الميتافيزيقية الأرسطية من المنطق, كما رفضوا التصور الارسطي للمنطق باعتباره قانونا كليا للمعرفة ونظروا إليه باعتباره قانون نوعي يضبط حركة نوع (أو نمط) معين من انواع المعرفة (الفكر الصوري), وبالتالي أضافوا_ قوانين نوعية أخري للمعرفة مثل الاستقراء التجريبي لمقابلة احتياجات الإنسان العملية.
كما حاولوا تخليص ارسطو في علم المنطق من بعض الأخطاء التي_ شابتها (في رأيهم ) . فقسموا المنطق إلي مبحثين الحد والاستقلال وجاء القياس الأصولي مختلفا عن قياس التمثيل الارسطي في عدة أوجه منها انه يقيني عندهم بينما هو عند ارسطو لا يفيد إلا الظن, ومنها رجوعه إلي نوع من الاستقراء العلمي القائم علي قانونين هما العلية والاطراد.
(ب) قواعد المنهج الاصولي
(1)العلية: ان لكل معلول عله.
(2) الاطراد: العلة والواحدة إذا وجدت تحت ظروف متماثلة أنتجت معلولا متماثلا.
شروط العلة:
(أ)أن يكون مؤثرة في الحكم
(ب) وان تكون مطردة
(ج)وان تكون منعكسة أي كلما انتقت العلة انتفي الحكم.
أما مسالك العلة:
الأول: السبر والتقسيم هو يشبه التصنيف والحصر والاستبعاد
الثاني: الطرد
الثالث: الدوران والطرد والعكس أي العلة مع المعلول وجود او عدما.
الرابع: تنقيح المناط: ويشبه الطريقة السلبية في إثبات الفروض وهي_ طريقة الحذف والاستبعاد. وقد استخلص بعض المفكرين المعاصرين من موقف علماء الأصول من المنطق الارسطي أنهم كانوا ينظرون إلي المنطق كقيمه سلبية (إلغاء المنطق) ( انظر سامي النشار المرجع المشار اليه) والحقيقة انه إذا كان هناك بعض العلماء نظروا إليه كذلك ، فان أغلب العلماء نظروا إليه كقيمه ايجابيه لكن من خلال موقف. يميز بين فلسفة المنطق وعلم المنطق فيرفض النظريات الميتافيزيقية اليونانية. للمنطق ويحل محلها فلسفة إسلامية للمنطق ولكن يأخذ بالمنطق كعلم أي كقوانين نوعيه للفكر. وهو هنا يأخذ ما راه
وبهذا أسهم هذا الموقف في رفع القدسية عن المحاولة الارسطيه في علم المنطق اذ كون النظرية علميه لا يعني إنها صحيحة.
كما كانت فلسفتهم للمنطق قائمه علي إسناد القيمة المطلقة للحق لله تعالي وإنها تظهر في عالم الشهادة في شكلين : تكويني يتمثل في السنن الالهيه (القوانين), التي تضبط حركة تحول الطبيعة وتطور الإنسان وحركة الفكر (المنطق), و تكليفي يتمثل في القواعد التي جاء بها الوحي كضوابط لحل مشاكل الإنسان. والعلاقة بين المنطق التكليفى والمنطق التكويني علاقة تحديد لا إلغاء فهو يحده فيكمله ويغنيه ولا يلغيه.
كما كانت فلسفتهم للعلم تقوم علي انه إذا كان العلم هو"معرفة المعلوم علي ما هو عليه" فان المعلوم ( اي الوجود موضوع العلم) لا يقتصر علي الوجود الشادي المحسوس بل يمتد ليشمل الوجود المحسوس (العلوم الطبيعة التجريبية ) بل هو يشمل أيضا الوجود الغيبي كما دل عليه الوحي.. (العلوم الدينية) وبالتالي يمكن تطبيق قواعد المنهج علي المجالين.
(ج) المنهج الاصولي والمنهج التجربيي
وإذا كان مجال التطبيق في أصول الفقه هو مجال الديني (الفقه) فانه مؤسس علي ذات قواعد المنهج العلمي لذا استخدمه العلماء المسلمون في المجال العلمي أيضا, وقد أدرك عددا من علماء الأصول حقيقة أن المنهج الأصولي يشترك مع المنهج العلمي في القواعد يقول القرافي في النفائس ((جمله كثيرة من قواعد علم الطب إنما ثبتت بالتجربة وهي الدوران نفسه)) (سامي النشار, مناهج البحث عند مفكري الإسلام ص89 , 103, 126)
عن منتديات الوحدة العربية