وجع القيم :
كانت تحرص دوما على غرس مبادئ الإسلام السمحة في قلوب طالباتها ، تحاول كمعلمة من بلاد الشام القضاء على العصبية القبليةفي تلك البلاد الصحراوية ،قالت لزميلتها :ستكون تلك دعوتي وقضية عمري ، تصر على طالباتها على التحلي بأخلاق الإسلام ،والبعد عن العصبية القبلية التي تدمر قلوبهم الإسلامية ، دعوها فإنها نتنة ، الأهم هو الدين والأخلاق لا تنظروا للعرق فإن ذلك من بقايا الجاهلية والنفاق!، تكبر ابنتها تسافر للخارج إلى أمريكا مع شقيقها ، صديق ولدها الوحيد من دول شرق آسيا ،إمام مسجد ،طالب ماجستير ، حافظ للقرآن الكريم،يعجب بابنتها ويتقدم لخطبتها.
تستنكر الأم الفاضلة قائلة ، آسيوي لم؟مستحيل ، ماذا سأقول لأهلي وأقاربي وصديقاتي ؟آسيوي،هذا العرق قوي جدا يا ابنتي عيونهم المنحرفة ،يا إلهي ،لا أتخيل أحفادي !مستحيل !لم؟؟
يرد وحيدها: ماما نحن في أمريكا، البلد غير الإسلامي، هذا زواج عادي ،لم يا أمي الرفض ؟؟
ترفض بإصرار وتشرح مرة أخرى ،تطرح المببرات القوية!كيف تزوج وحيدتها لغريب آسيوي.
تبكي وحيدتها وترضخ لقرارأمها !
في تلك الليلة لم تعرف النوم؟؟شعرت أنها قضت عمرها في قضية زائفة،وأن كل حياتها على المحك !قيمها كانت تؤلمها بشدة ،تحرق قلبهاكما تحرق النار الهشيم .
ترفع سماعة الهاتف بيد متثاقلة ، تحبس دموعا غزيرة ، تبارك لوحيدتها ذلك الزواج!! عل تلك النار أن تطفأ.