براءةُ الاختراع




أكادُ أُجَنُّ مِـن فَـرْطِ الصُّـدَاعِ!!
وينفجـرُ الفـؤادُ مـن الصـراعِ!!
جلستُ بشاطـئ الأفكـارِ وحـدي
أصُبُّ علـى يـدي حِبْـرَ اليـراعِ
أُفتّشُ عـن حـروفِ العشـقِ فيـهِ
فَلَمْ أرَ غيـرَ ذا الفعـلَ الرُّباعـي:
"أُحِبُّـكِ".. مـا لَـهُ لا يحتوينـي؟!
ولا يصِـفُ اشتياقـي والْتِياعـي؟!
إذا قابلـتُ مَـن أهـوى أرانــي
أردِّه لـهــا... دون اقـتـنـاعِ
حـروفٌ.. لا تُجسِّـدُ قَـدْرَ حُبـي
وساحتُهـا تضيـقُ عـن اتّساعـي
******
فأحضـرتُ الحـروفَ أمـامَ عينـي
أفتِّـشُ ثانيـاً قَـدْرَ استطـاعـي
أَرُصُّ الحرفَ.. بعدَ الحـرفِ.. عَلِّـي
أُجَمِّـعُ لفظـةً تمـحـو نـزاعـي
فلـمْ أعثُـرْ علـى لفـظٍ لحـبـي
وقد فشِلَتْ معـي كُـلُّ المساعـي!!
******
فأحضرتُ النُّحـاةَ بِسـاحِ فِكـري
وأهلَ العِلْـمِ فـي شكـلٍ جماعـي
وقلتُ: "أيا عقـولاً قـد تسامـتْ
ويـا أهـلَ اللغـاتِ والاطّــلاعِ
حروفُ العشـقِ قـد نـاءتْ بحبـي
وجُبْـتُ لمقصـدي كُـلَّ البِقـاعِ
أتخترِعـون لـي لفـظـاً جـديـداً
لحبـي كـي أُداوَى مِـن ضياعـي؟
وإنْ تأتـوا بمـا أرجـو.. فمِـنِّـي
لكـمْ مـا شِئتُمـو دون امتـنـاعِ
******
فَجَدُّوا في التنافُـسِ.. دُونَ جـدوى
وجـاءَ كلامُهُـمْ محـضَ اصطنـاعِ
وقالـوا: "إنّ مـا ترجـو مُحَـالٌ
فَمُرْنـا باليسـيـرِ المُستـطـاعِ!!
فـإنّ الشمـسَ تَحتـرِقُ استعـاراً
أيحمِـلُ نارَهـا خيـطُ الشعـاع؟!
لِتنْـسَ الأمـرَ يـا هـذا؛ فـإنّـا
عَجَزْنا عـن "قيـاسٍ" أو "سمـاعِ"
لِتنـسَ الأمـرَ.. إنّـا قـد بحثنـا
بِجَوفِ الأرضِ، حتى في السَّمَا... عِ!!
******
وقابلتُ الحبيبةَ... فـي سُكـونٍ...
وبالخذلانِ قـد ضاقـتْ... ذراعـي
تمنّيـتُ اختـراعَ اللفـظِ... لكـنْ
عَجَزتُ.. وجَفَّ حِبْري فـي يراعـي
فقالت لـي: "تَكلَّـمْ يـا حبيبـي"
فلم أنطِـقْ... وعاوَدَنـي صُداعـي
بَعَثتُ لهـا بَرِيـدَ العَيـنِ... صَمْتـاً
وفيـه كَتبْـتُ أسبـابَ الْتياعـي
فتَرْجَم رِمْشُهـا مـا قـال رِمْشـي
فكَـوَّنَ لفظـةً.. أنْهَـتْ صِراعـي
حروفٌ.. لستُ أَعلَمُهـا.. ولكـنْ
أراحتْـنـي وفــازت باقتنـاعـي
فأهدتْنـي العيـونُ وِسَـامَ عِشْـقٍ
وأعطتْنـي.... بَـرَاءةَ الاخْـتِـرَاعِ
******

نقل
مصطفى الجزار-رابطة الواحة الثقافية