أدب نسائي أم إنساني؟


بقلم عبد القادر كعبان


لا تزال ممارسة فن الكتابة فعلا إنسانيا و لكن تسعى الساحة الثقافية الحديثة إلى تجزئته بين فن نسائي و آخر رجالي.


فالمرأة اليوم باتت محور اهتمام دراسات أدبية رجالية لا من منطلق موضوعي بل من منطلق ذكوري بحت لما أدى إلى ظهور تسميات تفصل بين الجنسين تحت عنوان "أدب نسائي" و "أدب رجالي".


إن انتشار مثل هذه المصطلحات يدفع غالبية المثقفين والمبدعين في الحقل الأدبي إلى الإنحياز نحو ما أسموه "أدب ذكوري" و لا بد من جعل أدب "الأنثى"في باب المواجهة مع الجنس الآخر..


فالأدب من حيث مقوماته الفنية لا يختلف عند المرأة أو الرجل. الإختلاف يكمن في اهتمامات كل منهما بحسب ما يدخل في نطاق التجارب الذاتية.


إن إهتمامات كل من الرجل و المرأة تتقارب و تتكامل، فكلما مارست المرأة حياتها تحررت من شعوريعرف بإسم "هيمنة الذكور على الإناث"، ليطلق قلمها العنان للإبداع الأدبي.


و من يقف أمام مرآة التاريخ سيرى وجوها نسائية تألقت أمثال القصاصة "شهرزاد"و"الخنساء" صاحبة روائع الرثاء.


فإبداعات المرأة هدفها نحت كيان إنساني يحقق لها نوعا من التميز يكسبها ملامح الخصوصية و علامات الإختلاف عن الآخر.


أغلب كاتبات هذا العصر ينفرن من مصطلح "أدب نسائي" لأنه يكرس في نظرهن المنظور السلبي لما يبدعن من أشكال فنية و قيم جمالية و لما يعبرن عنه من قضايا تتجاوز تخوم الذات لتخترق حدود الحياة الإجتماعية.


في الختام، يبقى ما تكتبه المرأة في مختلف الأجناس الأدبية يستفز الرجل فيكون له دافعا لدراسته و نقده و كأنه نسق جمالي ينفرد عن بقية أنساق الحركة الإبداعية.