كتب محسن يوسف
فجأة استيقظ العالم الفلسطيني على خبر. ما هو الخبر الذي يوقظ شعب بأكمله من نوم عميق غط فيه بعد عشرة أعوام من الانتكاسات والهزائم وخيبات الأمل في القادة وغي الصديق وفي الأخ؟.
لا بد أنه خبر فيه من عناصر الإثارة والقدرة على استقطاب أسماع وأفئدة الخلق حتى لو كانوا يغطون في نوم عميق.
ولا بد أن يكون خبر من وزن انتصارات حطين وأكتوبر والقادسية واليرموك.
أو قل خبر من وزن انتكاسات وهزائم من غرار حزيران وقبله النكبة وقبلهما دير ياسين وقبل قبلهما وعد بلفور واندحار الجيوش الفاتحة في تور.
خبر شغل العالم الفلسطيني الصغير وإن رأيناه نحن الفلسطينيون كبيرا.
ما هة هذا الخبر يا ترى. أزمة شديدة الوطأة تعصف بقيادة حركة فتح.
هل هذا خبر يوقظ الخلق من نومهم العميق؟، لا أعتقد ذلك.
تكملة الخبر أن هذه الأزمة نجمت لأنه السيد الرئيس غضب على محمد دحلان. لا شك أن في ذلك بعض من إثارة، ولكني أظن أن هذا لا يكفي لايقاظ من غط في نوم عميق.
دعني أكمل، الرئيس غضبان جدا من السيد محمد دحلان لأنه أتى على ذكر أولاده بالسوء؟
شوقتني يا رجل، وما هو السوء الذي أصاب الرجل في سيرة أبناء الرسول؟
هل سمعت نشرة الأخبار اليوم؟
لا لم أسمع
هل قرأت مواقع النميمة على اختلاف ألوانها؟
لا لم أقرأ
والله إنك لشخص عجيب، أنت من هذا الالم الفلسطيني الكبير ولست ممن يدمنون المرور على المواقع تلك؟
نعم، وما المشكلة في الأمر؟
لديك يا أخي مشكلة كبيرة، إن لم تكن متورط حتى أذنيك في دنيا النميمة التي باتت حشيشة هذا الزمن الفلسطيني، فقل كيف يمكنك العيش في العزلة القاتلة؟
عزلة، بالعكس أنا انسان لي اهتماماتي وقراءاتي، ولدي من الوقت للقيام بواجباتي الاجتماعية والاقتصادية دون أن أحس أني في هذه العزلة التي تتهمني بها.
قصدت عزلة الكترونية
عزلة الكترونية!
هل قصدت أنني لا أتابع مواقع النميمة التي تحدثت عن الأزمة التي ذكرت؟
نعم.
إذا أنا سعيد بعزلتي الالكترونية التي تأت بي عن أزمتكم الالكترونية
لا يا صديق، ليست أزمة إلكترونية بل هي أزمة حقيقية، والجماعة قاعدين بيرتبوا كيف يتخلصوا من دحلان لأنه ارتقى مراقي لايرتقيها إلا مغامر مخاطر بدمه.
إلى هذا الحد.
وأكثر فالرئيس أقسم أنه لن يهدأ له بال إلا ودحلان خارج القيادة؟
وما من حل لهذه المشكلة؟
الرئيس مصر ودحلان، أنت تعرفه، لا يخضع للتهديد. وبالتالي فالمعركة معركة حياة أو موت؟
حياة أو موت، غريب، ولكن الجماعة كانوا بامس حلفاء؟
يا أخي هذه دنيا المصالح، دحلان مس بمصالح أولاد الرئيس.
عجيب أمر الرئيس، يبدي زهدا في جزء من البلاد، ويبدي تعلقا مفرطا في أمر بيزنس الأولاد.
لا يا صديقي، أصححك شيئا قليلا، رئيسنا ذكي وداهية، يوم ثقل عليه حمل غزة ألقى به على كتف حماس، يعني يا حبيبي كان يريد أن يقول "غزة راحت وأراحت"، ولا يريد من يقف له في كل زمان ومكان يذكره بغزة، حتى لوكان دحلان حليف الأمس والأمس القريب. أليس كذلك؟