كان أمير دولة العشق الجميل أكثر الأمُراء ابتهاجاً وسروراً كان هذا الأمر واضحاً في مشيته في ابتسامته

صافحت عيونه الواثقة جميع الحاضرين كان كمن سيتلو بيان النصر قبل بدء المعركة فأمسك بالميكرفون بقوة

وثبات وقال بصوت هادىءٍ مُتزن :



بسم الله الرحمن الرحيم


(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً )) صدق الله العظيم


سلام الله عليكم وأرق وأجمل التحيات أبعثها إليكم مع كل إشراقة شمس وطلعةِ قمر وإني لأشكر الله و أحمده كثيراً أن

أكرم نفسي و أطرب قلبي و أسعد روحي بلقياكم في هذا المساء الربيعي العطر فتقبلوا تحياتي و أمنياتي لكم بالحياة

الهادئة الهانئة وليرعاكم الله آمنين سالمين .

أما بعد :

إن العشق في دولكم ليباغت قلب صاحبه فٌُجاءة ويجعل خفقاته دائمة الاضطراب والتسارع كأنها ثورة مُتمردةٍ على

احتلال اللاحُب لجنباته طيلة تلك الفترة التي قضاها ذلك القلب دون حبيب يلقاه أو يذكره و تأبى تلك الخفقات أن تهدأ

ثورتها قبل أن تحقق مُرادها فتحدثُ أخاديدها من الذكريات المؤلمة أو الجميلة في قلب صاحبها .

أما العشق في بلادنا أيّها الأمراء هو ثورة لا مثيل لها في تاريخ ثورات العشق حيث ينبت العشق في قلب صاحبه كما

تنب الشجرة المثمرة في الأرض الخصبة ولعلّ هذه الكلمات لتبدو بيانا يحتاج إلى بيان فأنصتوا لهذا البيان يرعاكم الله .

إن العشق في مذهبنا لا يُولد في قلب صاحبه واسمه عشق ولا يكنى صاحبه بالعاشق فتلك مرتبةٌ تتطول الطريق

المُودية إليها فأول العشق عندنا هو شعورٌ هادىء تهمسُ به العيون العاشقة إلى قلب صاحبها لتُفشي له سراً قد

علمت وشعُرت به للتّو ولسان حالها يقول : إن العيون لتلحظ عيوناً أخرى وهي بها مُعجبة وهو ما يتمخض عنه أول

مبدأ من مبادىء العشق في دولتنا وعندنا يسمى00000الإعجاب!!!

وبعد أن تُفشي تلك العيون المعجبة بذلك السّر الجميل إلى قلب صاحبها يصبح ذلك القلب مملكة صغيرة تسكنها مشاعر

وأحاسيس تريد الخروج من سجن الشعور الصامت إلى حرية الكلام المباح وهنا تأتي الشريعة السمحاء لتهذب تلك

المشاعر والأحاسيس ولتعلمها بأن الطريق المودية إلى الخروج من تلك المملكة تبدأ من قرع أبواب مملكة آخرى

تدعى مملكة الأسرة وأنه قد كتب على أبوابها : يمنع دخول أصحاب المشاعر والأحاسيس التي تنتمي

لقبيلة0000الخائنين!!!

وهنا تنتظر الروح نتيجة امتحان قلبها فإذا ما خذلته مشاعر وأحاسيس من أُعجب به أو لم ينل رضى و قبول أهلها لم

يكن ذلك عنده بالخطب الكبير الجللّ والذي لأجله تُذرف العبرات ويحزن القلب وتئن الروح وتظلم الدنيا في نفس

صاحبها لأنه لم يكن ولو للحظات قليلة عاشقا لها ولم ترتق نفسه إلى مرتبة النفس العاشقة بل هوالعشق في مهده

بل هو في نهاية المطاف إعجاب لم يعرف بعد معاني العشق وبنات القلوب .

وأما إذا لقيت هذه المشاعر كل الرضا والقبول من الآخر و فتحت مملكة الأسرة أبوابها لذلك المُعجب تنتهي مرحلة

الإعجاب لتبدأ مرحلة أخرى تُبنى من خلالها دعائم قوية وراسخة للمملكة حُب ٍ سيعيش في كنفها العاشقان

وفي الشريعة السمحاء تُدعى تلك المرحلة ِ بالخطبة حيث تتلاقى الأرواح وتفشي المشاعر والأحاسيس أسرارها إلى ذلك

الآخر لينتهي بذلك دور العيون المعجبة لتبدأ النفس المعجبة بالبحث عما يعجبها في الآخر من ملكات وفضائل ونفحات

إيمانية ومسحات من الجمال المُباح قد أُباح الشرع النظر إليها .

وهنا تبدأ عمليةُ بناءٍ لجُسورٍ من الثقة المتبادلة عبر لقاءاتٍ و أمُسياتٍ مُميزة تجمع بين الأهل ُ والأحبّة وتُسرب من

خلالها العيون العاشقة برسائل الفؤاد إلى الفؤاد وهمساتِ الروح إلى الروح وهواجس النفس إلى النفس تتدخل حكمة

الأهل لإضفاء طابع العقلانية على أجواء تلك اللقاءاتِ والأمُسيات لترسم لها طريقا مستقيما لا تخرج عن حدوده

وتارة يتدخل الشعر ليجعل من العاشقين عاشقين و ...................شاعرين .

وعندما يشعر العاشقين أن مملكة حُبهما قد باتت قلعةً حصينةً منيعة وشجرةً باسقةً أضاربةٌ جذورها أعماق الأرض

مُثقلةً بالثمار الطيبة في انتظار ٍ موسم الحصاد عندها تصبح الروح والقلب والجسد في حالة اشتياق ولهفة لروح

وقلب وجسد آخر ليكون الوعد هو التلاقي والمكان هو المملكة الزوجية والزمان هو يوم عيد ميلاد عشق جديد في

مملكتنا وكل هذا برعاية كريمة من شريعة السماء وما نسيت أو تناست القلوب العاشقة البوح به في الخطبة يصبح

بالإمكان البوح بها في هذه المملكة الزوجية دون خوف أو ترقب .

وهكذا أيّها الأمراء تمضي بنا سفينة العشق في مُحيطات وبحارٍ آمنة لا نخشى على أنفسنا من ريح الرذيلة والفضيحة

ما دمنا لا نلقي بمرساتها إلا على موانىء الفضيلة .

إنها فلسفة تعبر عن حقيقة العشق في بلادنا الذي يبدأ بالإعجاب مرورا بالتعهد والرعاية لشجرة العشق وصولا إلى

المملكة الزوجية فإذا ما أثمرت هذه الشجرة سمي أصحابها عشاقا وكانت حياتهما سويا في المملكة الزوجية هي العشق

في أتم وأبهى صورة يتجلى بها .

إنه العشق الذي تنعم به الروح وتهنأ النفس ويسعدُ القلب هو العشق الذي تقرّه فضائل الإنساني وشريعة000السماء .

أقول قولي هذا و استغفر الله لي ولكم سائلاً ذاته العليّة القديرة أن يملاً حياتكم بالسعادة والحب .

أترككم برعاية الله وحفظه ......................والسلام عليكم

ثم كان الصمت هو سيد الموقف فالجميع أصيب بالارتباك في مشاعره وأفكاره من كلمة أمير دولة العشق

الجميل وما قطع هذا الصمت إلا تصفيق حار مُفاجىء مُفعم بالحماسة والسعادة لكلمة هذا الأمير العاشق

وقد بدا الإعجاب في عيونهم لكلمته وكأن كل أمير عاشق منهم قد أقرّ في نفسه مبادىء ذلك المذهب في العشق ولولا

أعراف وقوانين العشق في بلادهم لهاجروا إلى دولة العشق الجميل ويبدو أن ملكة مملكة العشق قد عرفت بعض

سرائر نفوسهم العاشقة ولذلك بادرت إلى إنهاء المؤتمر بكلمات رقيقة أعطت بها كل الأماني والآمال لكل أمراء العشق

والوفود القادمة معها .
حيث قالت : أختم هذا المؤتمر الجميل و أنا في غاية السعادة والبهجة بتلك الأجواء الدافئة التي أحاطت بمؤتمركم هذا

و إن نفسي تائقةٌ مُشتاقة للقاء بكم مُجدداً في العام المقبل وكلي ثقة بأن كل أميرٍ منكم و وهو يحزم حقائب السفر من

أجل العودة إلى يُفكر ملياً بكلمات بقيةِ إخوته الأمراء الذين ألقوا كلماتٍ بينت بشفافية ٍ ووضوح ومبادىء الحب

والعشق في بلادهم وإلى لقاء قريب إن شاء الله تعالى والمكان هو مملكة العشق والزمان هو ربيع العشاق والمناسبة



مؤتمر الحب والسلام ...................مؤتمرالعشاق .










تمت بعون الله و أتم رعايته












هذا وما الفضل إلا من الرحمن






بقلم.................صاحب القلم