الشر شرور
وللشر في نفس الأبي وصاحب المروءة هيبة كون الأبي هذا وصاحب المروءة تلك يدركان أن الشر لا يعرف الرقاد وأن الشر في صدر
حامله قتاد مدبب الشوك , يشك قلادته في صدر البريء, لا يكف ولا يرعوي, وأن له في كل واد عوي ,وأنه يقف لصاحب الخير وفاعله كل مرصد.
ومما يزيد في خطر الشر ودوام اشتعال عوده أن لهذا الأخير خطرات وألوان ولكل لون أطباق وصواني
ولكل طرائقه في افساد طبائع النفس وفطرة الخلق الأول وإن كان وجه الشبه بين سم كل لون كبير حد اللانهاية أو بالأحرى في تطابق صنوان .
والشر لا يكمن ولا يختلج في صدر الشرير في صفة واحدة بل في صفات تجتمع في صناديق النفس ملتفة بعضها إلى بعض كعناقيد
وهذا ما يتعذر معه محوه من سبورة السرائر أو رقرقة آثار سمومها ونزولا عند هذه الدواعي وتلك العلل صيغ لهذا الشر المستشري والذي لا يطمع منه شفاء عقائد .