الحنبلي يتألق في دار الأسد للثقافة والفنون
دمشق
ثقافة وفنون
الثلاثاء 4 كانون الثاني 2011
د. صادق فرعون
قدم عازف الكمان السوري عرفان الحنبلي أمسية على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) بمرافقة عازفة البيانو الصربية سانيا رادكوفيتش.
تلقى عرفان الحنبلي دراسته الأولى في دمشق ثم تابع اختصاص الأداء على الكمان في معهد تشايكوفسكي للموسيقا في موسكو. قدم عرفان العديد من الحفلات الموسيقية، كعازف منفرد وكعازف موسيقا الحجرة في أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكذلك درس الكمان في سورية وفرنسا وهو مقيم حالياً في باريس. وكذلك السيدة سانيا عازفة بيانو متميزة، درست في معهد تشايكوفسكي العالي للموسيقا وهي تقوم بتدريس البيانو كما قدمت عدة حفلات حول العالم من روسيا شرقاً وحتى الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك غرباً قوبل عرفان بتصفيق عال من الجمهور فكثير من الحضور كانوا من زملائه أيام الدراسة ومن أساتذة المعهدين الموسيقيين وأعضاء الفرقة السيمفونية ومن محبي الموسيقا الجادة افتتح عرفان أمسيته بأداء صوناته «ديدونه أباندوناتا» من تأليف الموسيقار الإيطالي الشهير غيزيب تارتيني (1692-1770) تارتيني هذا واحد من أشهر المؤلفين الموسيقيين الطليان في القرن الثامن عشر وصوناتته هذه ذات الحركات الأربع هي جدول منساب من أنغام سماوية وصافية وحلوة والتي تسبغ على روح المستمع حساً قوياً بالسعادة والأمان وراحة النفس. إن هذه الموسيقا ومثيلاتها من مؤلفات ذلك القرن الثر بالإنتاج الموسيقي هي خير علاج لكل أمراض هذا العصر وعلله التي تتسم بالقلق وانعدام السلام مع النفس والتي تسيطر على معظم سكان هذه الأرض في هذا القرن الشديد التقلقل والاضطراب. ‏
كان أداء عرفان رائعاً ومؤثراً وكان صوت كمانه يضفي جواً من السحر والإمتاع وقد قوبل عرفان ومرافقته الضيفة بتصفيق حاد وباستحسان كبير بعدها عزف مقطوعتين من تأليف الموسيقار الفرنسي كاميل سان سان (1835-1921) الأولى بعنوان «هافانيز» نسبة لهافانا، عاصمة كوبا والثانية «الأليغريتو المرح». ‏
أسلوب هذا المؤلف الفرنسي واضح وشفاف ويميل إلى التفاؤل والمرح وقد كان الأداء رائعاً بعدها عزفا مقطوعة «مقدمة ورقصة تارانتيلا» من تأليف بابلو دي سارازات الإسباني وهي غنية بالألحان الإسبانية الغجرية المرحة كانت استراحة ثم عاود الموسيقيان حفلتهما فعزفا الصوناتة الأولى من تأليف يوحنا براهمز (1833-1897) وهي من مقام صول الكبير هذه المقطوعة ذات الحركات الثلاث هي درة من درر العهد الرومنطيقي الألماني أنغامها في أوج الجمالية والعمق والتأمل مع ميل خفيف نحو السوداوية والحزن، لقد شكلت هذه الصوناتة ذروة شامخة لهذه الأمسية المتميزة نظراً لغناها اللحني وعمق أفكارها الموسيقية. ‏
بعدها عزف عرفان بمرافقة زميلته الصربية مقطوعة بعنوان «لاكامبانيللا» من تاليف أبرع عازف كمان عرفه التاريخ «نيكولو باغانيني» (1782-1840) تعبر هذه المقطوعة ذات المستوى العالي من تقنية الأداء وصعوبته البالغة عن روح مرحة ضاحكة متمتعة بكل مسرات الحياة التي تخلو من أية منغصات وقد أداها عرفان ببراعة فائقة تدل على مدى تفوقه في العزف والأداء الموسيقي المبدع. ‏
‏ جريدة تشرين