دمشق يا منبع التاريخ

ليس الفخار فخار الطين والعمد ...............ولا الثناء ثناء الأهل والولد
ولا ينال العلا إلا طوالبـــــــه ...............والعز سرٌ عطاء الواحد الأحد
نلت الفخار جميعا والثنا جمــلا ...............وطار ذكرك فوق البحر والنجد
ما نال مجدك ارض لا ولا بشر................ولا نجوم أو الأفلاك في سعد
ادت اليك ولاء الفخر ماجحدت ........... سواك ما لقيت اختا ولم تجد
دمشق ما كنت جسما ينتهي أبدا .............قد كنت روحا سمت عن هالك الجسد
أعيا الخلائق مكنون به عجـب ...............عصى على خارق بالسحر والرصد
حبل البقاء على الآباد منعقـــد ...............ما فله مثقل الأحمال بالعقد
وجه الحياة على اللأواء مبتسم.............. رغم النوائب والاحداث والأمد
يا نورة للتواريخ التي غبــرت ............... وحاضر فيه كف بالعطاء ندي
عبر القرون علامات العلا شمخت .......... في راحتيك ولم تعيي ولم تئد
من آل مروان انجاد على خطب ............. قادوا الجيوش كطام البحر في الوهد
شدوا كفاتا وقرن الأرض طائرهم ........... أرحاء خندف أهل العزم والأود
يزجي الوليد عظيم الزحف ذي لجب ......... كما يمور ثقيل الغيم بالبرد
ان دارت الريح غربا فالهطول بها .......... أو شرقها ينظم البلدان في النضد
بوابة الصين دقتها خيولــــهم ............ والسند أفضت إليهم من ذرى الصغد
والغرب مطوى جناحيهم لأندس ............. والشرق أدى يمين البر والرشد
حنت على خافقيها أم يعربـــها ............. ما اذخرت عنهما شيئا من الرفد
أعطت كراما ونالت منهم قربـا ............ والقلب منفتح عاص على الوصد
فأخرجت من كنوزٍ إرثها حقـــــــب ............ أعمت بها أعين الحساد من حسد
مناقبا من قديم الدهر تذخرهـــا ............ ونائلا جاء مطروفا ومن تلد
والياسمين روى في صمته قصصا .......... عشق الثرى صامد رغما عن الفند
أواصر ساء أهل الحقد موثقها ............. غيظ الضباع طفا من ضيغم الأسد
جاؤوا إليك ردى لكن على سفن ............ من كل اخرق محجوب عن الرشد
ألقى بهم مرمل الأيام في سنة .............. كما أصاب الغبار العين بالرمد
فلم تريمي وكنت الأم واقفـــــة ............ ترد عن ولد بالزند والعضد
تردي بمسبعة عند اللقا صـــدق ............ من كل أروع بالإيمان متقد
هبوا وزنكي يقيم الصف من عوج .......... محمود يذكي شبوب الحرب في الرعُد
عاف المنام واحيا الليل ساجده ............. أمضى عرى العدل قبل الحرب والجلد
في جحفل دار بالإفرنج دائــــرة ............. شد الخناق بغير الحبل والمسد
ضاقوا صعودا ونور الدين يرقبهم .......... ابنا لأيوب يغفي الرمح في الجسد
هم غابرون وأنت الدهر باقية .............. مارابك الضنك عن وصل وعن حفد
درس سهامَغوَليٌّ عن مواعظه ............. بيبرس أعطاه ذكراها عن الشرد
سهم النوائب ماض من كنانتها ............. غربا على غاطس بالدرع والزرد
يا جلق الشام ما الإضغان نائمة ............ وكر الذئاب غفا يوما ولم يبد
يا جلق الشام ما الأحزان واقفة ............ لفي وشاح الضراب اليوم وانتضدي
يا جلق الشام ما الأوجاع دائمة ............ قد يدنف الكسر أياما ولم يزد
ان فرق المفسدون اليوم وحدتنا ........... على الخريطة هم يحصون بالعدد
لابد يوما قطين الاهل مجتمـع ............ أو يرعف السيف من اوداج مبتعد
يا درة الشرق والانحاء اجمعها ............. يا نبعة الحب في قلبي وفي كبدي
ان كنت واحدة اوكنت في عدد ............... ارض المكارم لاتنقاس بالبُرَد

سحبان العموري