الشيخ "عدنان السلوم" شيخ "العجارمة"...فاتن عساف



فاتن عساف
الجمعة 05 آذار 2010


نشأ في بيت عريق وتربى على عزة النفس والكرامة ونصرة الضعيف وإغاثة الملهوف وإكرام الضيف، وصنع صوراً جميلة من البطولات يتغنى بها كل من يتوق إلى الحرية.. الشيخ "عدنان السلوم" أحد أبرز الشخصيات التي ذاع صيتها في فترة العشرينيات من القرن المنصرم وهو أحد أبناء محافظة "القنيطرة".

موقع eQunaytra ولمعرفة المزيد عن مسيرة وحياة الشيخ "عدنان السلوم" التقى الشيخ "زعل بن ناصر السلوم" وهو شيخ عشائر "العجارمة" في سورية منذ وفاة عمه الشيخ "عدنان السلوم" في منطقة "جديدة عرطوز" "بدمشق"، والذي تحدث قائلاً: «ولد الشيخ "عدنان بن زعل بن إبراهيم السلوم" من المهدي من طريف من عبدة من كهلان من قحطان عام 1916 في قرية "مويسة" الجولانية، وهو شيخ عشائر العجارمة في سورية منذ وفاة والده الشيخ "زعل السلوم" عام 1943 حتى وفاته.

تربى على يد والده الشيخ "زعل" تربية صالحة منذ نشأته وكان له مواقف شجاعة، كان مناصراً للحق فشهرته وسمعته الطيبة بقيت ذكرى بين الناس، إضافة إلى أنه كان مصلحا اجتماعياً بين جميع الناس من حاضرة وبادية وكان يقصده جميع الناس لحل مشاكلهم العالقة وعرف عنه إقدامه وفروسيته. اشتهر الشيخ "عدنان" بثلاث حوادث تعتبر جزءاً من تاريخ الجولان منها الاستيلاء على سبع مدرعات للجيش الانكليزي وإذلاله للقوة العظمى آنذاك، فردت بقسوة، إذ أحرقت بيت "السلوم" وما حوله بقرية "مويسة" الجولانية عام 1941».

ثم تابع الشيخ "زعل" حديثه عن الحوادث التي اشتهر بها الشيخ "عدنان السلوم" خلال حياته قائلا: «يعتز كثير من أبناء الجولان ممن عاشوا شبابهم تلك الفترة بما فعله الشيخ "عدنان السلوم" حين اقتحم السرايا بالقنيطرة بفرسه وهي تعود لوالده الشيخ
الشيخ "زعل السلوم""زعل السلوم" وتسمى (المريعية) حيث صعد بها الدرج إلى أعلاه ورفع العلم السوري يوم إعلان استقلال سورية بحضور زعماء الجولان وفرسانها بمدينة "القنيطرة" لتعزيز الحبور باندحار المستعمر الفرنسي والتأكيد على وطنية خالصة وحب عظيم للوطن وارتباط لا يوصف بالأرض.

وفي عام 1949 قاد الشيخ "عدنان السلوم" ثلة من المجاهدين للدفاع عن "فلسطين" فهاجم مستوطنة "عين زاغة" في منطقة "الحولة" بالجولان وتسمى آنذاك "بالكبانية" أي المستوطنة- فقتل ثلاثة مستوطنين وخلف عدداً من الإصابات بين صفوفهم بعد أن تمكن من الوصول إلى بوابة المستعمرة المحصنة تحصينا عسكريا فأصيب خلال العملية وتم نقله بسيارة قائد الجيش آنذاك "سامي الحناوي" إلى مدينة "دمشق" ومكث فيها أكثر من ثلاثة أشهر.

في عام 1936 كانت حادثة الطاولة حيث طلب الأمير "فاعور الفاعور" الاجتماع مع المستشار الفرنسي لطلب العفو بحكم الإعدام بحق "زعل السلوم" وأولاده وبحضور زعماء الجولان الشيخ "أسعد كنج" والشيخ "فرحان الشعلان" والزعيم "شاكر بيك العاص" وزعيم بانياس "شاكر العرقاوي" والشيخ "حسين أفندي" زعيم "عين فيت" و"بيت بدر" زعماء "الزعوره" والحاج "عبد الرحمن بيك سعادي" و"عبد الرحمن باغ" و"عاصم بيك باغ" والشيخ "ممدوح الطحان" والشيخ "أحمد الحسين" وشيخ التجار "أبو فهد حمدي" و"شاكر أبو شاكر" ومختار "القنيطرة" "محي الدين هردوف" والشيخ "فارس العفاش" والشيخ "عيد المسعود" والآغا "فارس الآغا" زعيم التركمان عدنان من التاني من اليساروالشيخ "زعل الفارس البشاوات" و"حسان المريود" وكانت الجلسة بمنزل "عز الدين سليمان بيك".

يومها دخل الجلسة الشيخ "عدنان" متأخراً عن الاجتماع وكانت المقاعد ملأى، فطرح عليهم السلام وصعد فوق طاولة الاجتماع، فسأل المستشار من الذي جلس على الطاولة أمامه فرد عليه الشيخ "أسعد كنج" (هذا الشبل من ذاك السبع)، فخاطبه المستشار من أنت؟ فقال: أنا "عدنان السلوم" فرد المستشار "أنت محكوم بالإعدام ما سبب وجودك هنا" فقال: "أنا ابن الجولان حكمك الجائر لا يردني عن الاجتماع"، يومها أرسلوا برقية إلى الحكومة الفرنسية والبريطانية وقّع عليها جميع زعماء الجولان ومن كان بالاجتماع، وبعد ثلاثة أيام كان الرد بالعفو عن الشيخ "زعل السلوم" وأولاده من حكم الإعدام.

مما قيل بالشيخ "عدنان السلوم" راعي البلها نسب الى فرسه الذي اشتهر بها: راعي البلها بن سلوم/ يانطيحه ما يقوم/ شلفة رمح ودقة روم/ مخضبة بدم الشيخان..».

ثم تابع قائلا: «انتقل الشيخ "عدنان السلوم" وأخوه الشيخ "ناصر السلوم" وعائلتهما إلى مدينة "درعا" عام 1967 ثم عاد إلى مدينة "دمشق" بمنطقة "المزة" حي الفيلات الغربية وفي عام 1973 انتقل إلى "جديدة عرطوز" واستقر فيها.

وفي 6/7/1995 أطفأت شمعة كانت تنير درباً للأجيال لسنوات مضت فبوفاة الشيخ "عدنان السلوم" خسرت عشائر "العجارمة" أبرز الشخصيات التي سيذكرها التاريخ والتي كانت رمز النضال والاعتزاز بالجذور، الشيخ عدنان بالزي المدنيفقد كان يدعو لاستمرارية التمسك بأرض الجولان وبالأخلاق العربية الأصيلة فهي رمز للشموخ والإباء وتعزيز لتضامن أبناء الأسرة الواحدة والعشيرة الواحدة والوطن الواحد وتأكيد للمواصفات الحميدة والترابط والتواصل».

الجدير بالذكر أن الشيخ "عدنان السلوم" هو من ساهم بإدخال المدارس على قرى الجولان بتعاون مع أعضاء مجلس النواب البرلمان السوري آنذاك مثل "شاكر بيك العاص" الذي كان وزيراً للتعليم آنذاك، وكان له دور إداري بتعيين مخاتير بقرى عشائر الفضل بالجولان، متزوج ولديه ابنة واحدة.