قوة الصلاة آخر تحديث:الاثنين ,09/06/2008

صالح الخريبي



البروفيسور الكسيس كاريل عالم وطبيب معروف حاز جائزة نوبل في الفسيولوجيا ومهدت أبحاثه العلمية لصيانة الخلايا البشرية من الشيخوخة المبكرة. وإذا كان العلماء يقولون إن بعض الغدد ذات الأهمية البالغة لسلامة الجسم وقوته لا تنشط ولا تبدأ عملها إلا بممارسة الركوع والسجود فإن كاريل يرى “أن الصلاة، والدعاء، صورة من صور الطاقة التي يمكن أن يولدها الإنسان، وإذا ما أصبحت عادة يمارسها كل يوم فإنها تملأ حياته بفيض عميق من الغنى الملموس”.

والصلاة ليست عبادة فحسب، إنها قوة حقيقية كالجاذبية، نلمس تأثيرها ولا نراها أو نلمسها، وفي مقال نشره كاريل مؤخرا يقول: لقد رأيت طوال فترة عملي في الطب مرضى فشلت كل طرق العلاج في شفائهم وكان هؤلاء يشفون من المرض والكآبة بمجرد اللجوء إلى تلك القوة الخفية الساحرة التي يطلق عليها اسم: الصلاة والدعاء.

ويطلق البعض على هذا النوع من الشفاء اسم “المعجزة” رغم أنه ليس هنالك معجزة بالمعنى المفهوم وإنما تجليات لسنة الخالق في خلقه، وكما أن الكواكب والنجوم والأفلاك ثابتة في أماكنها بقوة الجاذبية، هنالك قوة تمد الجسم بفيض من الطاقة لمساعدته على مقاومة المرض، وإني لأستغرب كيف نصدق أن هنالك قوة اسمها الجاذبية تحفظ الأفلاك في مواضعها وتحمي الكون من الدمار، ولا نصدق أن هنالك قوة اسمها الصلاة والدعاء يمكن أن تحدث تأثيرا عضويا معينا يؤدي إلى الشفاء من مرض.

ولا أريد اللجوء إلى لغة الشعر للتحدث في قضية لها علاقة بالعلم، ولكن كاريل نفسه يقول: في الصلاة والدعاء تحس بالخالق سبحانه وتعالى كما تحس بحرارة الشمس، وكما تحس بعطف صديق، وتقف أمامه بذل وخشوع، وتسأله الإحسان والفضل وقضاء الحاجة، وعندما تكون الصلاة والدعاء صادقين وخاشعين فإنهما يولدان قوة غريبة في الجسم.

ويعترف كاريل أن هذه القوة الغريبة التي تتولد من الدعاء والصلاة لاتزال غير معروفة لدى العلماء وإن كانوا يلمسون تأثيرها كل يوم في مرضاهم.



أبو خلدون