الإنجليزية كاربراين: القرآن كتاب خارق للطبيعة آخر تحديث:الجمعة ,24/12/2010

كانت في صباها تهتم بالعلم والثقافة والبحث والإطلاع، وكان مما ثبت في اعتقادها الراسخ، أن الأديان لا علاقة لها بالعلم التجريبي الحديث، وذلك على خلفية تراكم الموروث الديني في أوروبا وغيرها، ومن خلال اطلاعها وتثقفها الشخصي ترسخت في ذهنها صورة الإسلام والمسلمين، كما صورتها كتب المستشرقين بعنصرية وغير إنصاف، ولما بلغت مرحلة الشباب درست الجغرافيا، وتخصصت فيها كأستاذة جامعية، واهتمت بتعلم اللغة العربية، فلفت نظرها الإسلام كدين دون دراسة، فقرأت كثيراً عن الإسلام من خلال ما كتبه أهله واطلعت على كتب تحكي تاريخ الأديان، فتغيرت تلك الصورة الذهنية السيئة عن الإسلام، ومع ازدياد اطلاعها أعجبت ببعض تعاليم الإسلام كحضه على احترام المرأة وحفظ حقوقها وتكريمه لها .

حضارة الإسلام

عن ذلك تقول الإنجليزية سمية كاربراين: ترسخ في ذهني منذ الصبا حب العلم والإطلاع والبحث، إلى أن تخصصت في دراسة الجيولوجيا، ومن خلال مطالعاتي أتيح لي أن أقرأ ما كتبه المستشرقون عن الإسلام والمسلمين، إلا أن هذه الكتب كانت للأسف سطحية ولا تعطي صورة صحيحة عن الإسلام ولذلك حاولت أن أعرف المزيد عن الدين الإسلامي، فبدأت بقراءة تاريخ الأديان، خصوصاً تاريخ الدين الإسلامي فقد كنت شغوفة بمعرفة المزيد عنه، فلفت نظري ذلك التقدم العلمي والحضاري الكبير الذي كان يعيش فيه المسلمون خلال القرون الستة الأولى منذ بدء الإسلام، ومن خلال ذلك فهمت أن الدين الإسلامي يدعو إلى العلم والتقدم على عكس أوروبا في تلك الفترة التي كانت تعيش عهداً كئيباً مظلماً، وقد لاحظت بعد الإطلاع على ما كتبه المسلمون عالماً آخر وفلسفة أخرى للحياة تختلف كثيراً عن فلسفة الأوروبيين في الحياة .

واتسعت ابتسامتها النابعة من ارتياحها النفسي وهي تقول: بدأت قراءاتي تزيد وتتعمق في مبادئ وتاريخ الإسلام، وكنت كلما توغلت في القراءة يتضح لي أن الإسلام دين العلم والفلسفة والحياة بمعناها الواسع، فشرعت بتعلم اللغة العربية وكذلك المترجمة باللغة الإنجليزية، فتبينت منها أن الدين الإسلامي يدعو إلى الأخوة والمحبة بين الناس وإلى المساواة والعدل بينهم .

وخلال بحثي في الإسلام على مدى أكثر من ثلاثين عاماً اكتشفت أنه يركز على الجانب الروحي في حياة البشر، ولا يغفل الجانب العلمي، وبالتالي فهو يمنح المسلم شحنة إيمان قوية، تتضح في علاقة المسلم بربه، حيث يتقبل القضاء والقدر بنفس راضية وقلبه مطمئن، كما لفت نظري احترام الإسلام للمرأة وتكريمه لها، على عكس ما كنت أجده في المجتمع البريطاني، من امتهان لكرامة المرأة، والعلاقة اللاإنسانية بين الرجل والمرأة، لقد وجدت أن هذا الدين يحرص على طهارة ونقاء المرأة والحفاظ على كرامتها وإنسانيتها.

الإعجاز العلمي

ومن خلال دراستها وتخصصها في علم الجغرافيا من الثقافات العلمية الأخرى ظهرت لها أشياء دفعتها إلى اعتناق الدين الإسلامي، خصوصاً الظواهر العلمية التي وجدتها في القرآن الكريم، وكانت قد بلغت السابعة والأربعين من عمرها، وعن ذلك تقول: بعد تعلم اللغة العربية أخذت نسخة من القرآن فعكفت على قراءتها ودراستها، وقد أدهشني هذا القرآن حقاً وعرفت أنه كتاب خارق للطبيعة، فعند قراءتي له وجدته لا يتحدث عن أمور الماضي فقط وإنما عن المستقبل أيضاً، بل اكتشفت وجود أمور كثيرة من المستحيل معرفتها في زمن النبي محمد صلى عليه الصلاة والسلام، فعلى سبيل المثال ظاهرة عدم اختلاط الماء العذب بالماء المالح عند المصب، وكذلك الوصف الدقيق لتطور وضع الجنين في بطن أمه، وكل هذه الحقائق العلمية أخذت لُبي ودفعت قلبي إلى الاعتراف الداخلي بأن الدين الإسلامي بشقيه الروحي والعلمي ليس من صنع البشر إنما هو وحي من الله .

من ذلك كله حرصت على اعتناق الدين الإسلامي والالتزام بسلوكياته وتعاليمه فنطقت شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، عن اقتناع تام، وكم أشعر برضا عن نفسي بعد تلك الشهادة، بل إنني أريد أن يشاركني الآخرون تلك السعادة التي أحس بها ونلتها، إنني لا أجد كلمات تعبر عن الراحة النفسية والرضا اللذين أشعر بهما بعد اعتناقي الدين الإسلامي .

إن إدراك السعادة أمر رائع حقاً، وأرجو أن يسامحني الله على ما مرَ بي من عمر لم أكن فيه مسلمة .