نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نخلة من العراق



في ذلك اليوم الحزين طلبت من نخلة باسقة في واحة حزينة ان تعطيني من بلحها علي اسد به جوعي بعد ان نفذ مامعي من طعام فرحت بلقياها وتأملت خيرا على رؤياها وقلت وانا في مونولوجيا داخلية بيني وبين نفسي بأني سأكل من رطبها واستضل بظلها الاان يقضي الله امرا كان مفعولا وبعد ان اقتربت نعم اقتربت منها كانت الفاجعة رأيت نخلة تصارع الموت نخلة جفت عروقها من الماء وتيبست جزورها من الجفاء وجدت نخلة لاظل بها ولاحياة لها ناجيتها وهي بالرمق الاخير من حياتها فقلت ماذا حل بكي لاظل لكي ولاخضرة بكي فقالت انا من ناجيتها يوما وكانت حزينة على ارض ان تعرفها وقلت اي ارض انتي تتكلمين عنها ومتى كان بيني وبينكي اي مناجاة فقالت انا التي كنت يوما باسقة وكنت تجلس تحت ظلي وتأكل من بلحي وانت في ارضي فقلت لها اية ارض انتي عنها تتكلمين هل لكي ان توضحين قالت تلك الارض قلت اي ارض قالت ارض قلت نعم اي ارض قالت الارض البلد التي يجري بها النهرين فقلت لم افهم فكثير من البلاد يجري بها نهرين وثلاثة واربعة قالت الارض التي حضارتها ازلية فقلت كثير من البلاد حضاراتها ازلية وقديمة والشواهد على ذلك كثيرة قالت الم تعرف بلدي قلت لالم اعرف لانكي لم توضحي وكنتي تناجيني بالرموز من اين انتي ايتها النخلة الحزينة قالت انا من بلد قاطعتها وقلت بالله عليكي لاتخاطبيني بالرموز مرة اخرى قولي من اين انتي هل انتي من سوريا هل انتي من فلسطين من مصر من الخليج من العراق قالت نعم انا من العراق يالله هل انتي النخلة التي قابلتها في بابل قالت نعم انتي النخلة التي كانت تناجيني في بلادالرافدين ومغول العصر يجثم على ارضها قالت نعم ولم انسى ولن انسى ذلك اللقاء الذي ابكاني وابكاك وكنت مسرورة بلقياك وانا لم انسى ذلك اللقاء الحزين والذي صور لي حزن بلد ذاق الويل بلاذنب وعانى من الالم بلاذنب يالله كم لي وانا اتذكر ذاك اللقاء الذي ابكاني وابكى الكثيرين على عراقنا الحبيب الذي طمست على يدي المغول معالمه وهزت جوانبه وبكاه دجله والفرات



سلطان سماح المجلاد
كاتب وناقد