ويكليكس فلسطيني
د. فايز أبو شمالة
إذا كانت "تسفي لفني" زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي غير مقتنعة بإمكانية التوصل إلى حل دائم مع السيد محمود عباس، فما بال زعيم حزب الليكود المتطرف "نتانياهو"؟!.
لقد ورد في موقع ويكليكس أن السفير الأمريكي بعث برسالة إلى وزيرة خارجيته يقول فيها: لقد أكد لنا المستشار السياسي لتسفي لفني بأنها أجرت اتصالات سرية مع السلطة الفلسطينية، وأنها قالت للسيناتور كيري بأنها تشكك في إمكانية التوصل إلى حل دائم مع محمود عباس". يجيء هذا الكشف للمعلومة ليدحض كلام السيد محمود عباس الذي ما زال يتباكى على زمن حزب كاديما، ويتحسر على غياب زعيمه "أولمرت" عن مسرح السياسة الإسرائيلية، وما زال يردد: إنه كان على وشك التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل.
موقع ويكليكس نقل عن ليفني قولها إنه يجب التركيز على الإصلاح الداخلي في حركة فتح وذلك لضمان فوزها على حركة حماس في الانتخابات القادمة. ولا تعليق لي على هذا الكلام، لأن ما هو أخطر منه ورد في برقية السفير الأمريكي، حين قال: إن وزير الحرب الإسرائيلي إهود براك قد كشف لأعضاء من الكونجرس الأمريكي في يونيه 2009، أن الدولة العبرية تشاورت مع مصر والسلطة الفلسطينية قبيل الحرب على غزة، فيما إذا كان لديهم الاستعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة حركة حماس المفترضة على يد جيشه.
في هذا المقام يكفي الفلسطينيين عاراً أن إسرائيل تشاورت مع السلطة الفلسطينية حول الحرب على سكان قطاع غزة، فهذا بحد ذاته مخجل. لأن معنى ذلك أن السلطة الفلسطينية كانت جزءاً من المشاورات، وكانت تعرف أن هذه الحرب ستخلف ألاف الشهداء وعشرات ألاف الجرحى، وستدمر ألاف البيوت، ومع ذلك لم تعترض على الحرب، واكتفت بالتنسيق مع إسرائيل لضبط الأمن في الضفة الغربية، ومنع أي مظاهرات تضامن مع غزة!.
ما نقله موقع ويكليكس كان دقيقاً، حتى وهو ينقل أكاذيب إهود براك، وتبريراته لفشل الحرب على غزة، حين قال: إن رد السلطة الفلسطينية والجانب المصري السلبي كان السبب في تراجع إسرائيل عن سحق حركة حماس، وهزيمتها.
إن هذا الكلام اليهودي لهو قمة الكذب، والتزييف التاريخي، ونحن الشهود الأحياء على عجز وفشل الجيش الإسرائيلي في اقتحام غزة وهزيمة شعبها الذي تصدى للدبابات الإسرائيلية، ورفض أن يرفع الراية البيضاء.
ولو استطاع باراك وجيشه هزيمة غزة لما تردد اثنين وعشرين يوماً على بواباتها.