دبي - العربية. نت
حذر عالم الفيروسات الأميركي "كفين ميرفي" من لعنة الأمراض الجنسية التي تعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم, مشيرا إلى أن هناك مريضا جديدا يوميا لكل 100 شخص من الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 44 عاما, ويرى ميرفي في دراسته أن البشرية تنحدر إلى هاوية سحيقة مفزعة لا أمل في النجاة منها بسبب "الإباحية" الشديدة التي يعيشها الجنس البشري بلا ضابط ولا رابط مما يؤدي إلى إصابة الملايين بعشرات الأمراض المنقولة جنسيا.
وقد ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية أن معدل الإصابة بهذه الأمراض الفتاكة كمايقول "ميرفي" قد بلغت أبعادا وبائية على المستوى العالمي, إذ يصل معدل الإصابة السنوي إلى أكثر من (250) مليون حالة جديدة, تشمل مجموعات مختلفة من الرجال والنساء, الأغنياء والفقراء والشيوخ والأطفال.
وأوضح "ميرفي" نسب المصابين بالأمراض فذكر أن نحو 120 مليون مصاب "بالتريكوموناس" و50 مليون مصاب "بالكلاميديا", و60 مليون مصاب بالإيدز, و20 مليون مصاب بالتهاب الأعضاء التناسلية, و25 مليونا مصاب "بالسيلان" و2,5 مليون مصاب بمرض "السفلس" أي الزهري.
وأعلن "كفين ميرفي" في دراسته أن من حقائق العصر الذي نعيشه أن الانسان معرض لالتقاط عدوى "الهربس التناسلي" في كل مرة يمارس فيها الجنس بشكل غير مشروع, والمعروف أن العدوى بفيروس الهربس التناسلي من أكثر الأمراض الجنسية انتشارا في العالم, ولأن الفيروس المسبب لهذا المرض لا ينتقل إلا عن طريق الاتصال الجنسي غير المشروع فقد أطلق عليه العلماء اسم "فيروس الحب".
ويؤكد "ميرفي" أن الأبحاث التي أجراها علماء الوبائيات في الولايات المتحدة الأميركية اثبتت أن 70 % من محترفات الدعارة لديهن أجسام مضادة للفيروس مما يعني سبق الإصابة بالعدوى, كما وجد العلماء أن 95 % من المرضي في أميركا من البيض, وأن 80 % منهم تتراوح أعمارهم بين 20- 29 سنة وأن أكثر من نصفهم من الطبقات الثرية و شرائح المجتمع العليا والمثقفين.
و قسم "ميرفي" الأمراض المنقولة جنسيا إلى ثلاث مجموعات حيث قال من المعروف أن الأمراض المنقولة جنسيا هي مجموعة الأمراض المعدية التي تنتقل أساسا عن طريق الاتصال الجنسي غير المشروع وخطورة هذه الأمراض أنها قد تسبب العقم وضعف الخصوبة والألم المزمن بالحوض, وسرطان عنق الرحم, وهي تنقسم إلى ثلاثة مجموعات.. الأولى وتشمل أمراض التهاب الأعضاء التناسلية, السيلان, والزهري, والإيدز, و الهربس, والتربكوماناس وهي الأشد خطورة وفتكاً بالبشر. والثانية وتشمل أمراض القرحة الرخوة, والقرحة العقبولية, والكلاميديا. والثالثة وتشمل أمراض الفطريات والخمائر, قمل العانة, الثأليل الجنسية, الميلساء الجنسية, الجرب الجنسي.
وأكد "ميرفي" أن هذه الأمراض تخلف وراءها آثارا خطيرة على المرضي والأسرة والمجتمع منها آثار اجتماعية تؤدي إلى تفكك الأسرة, وآثار صحية تؤدي إلى انهيار صحي للأسرة لانتقال المرض من الرجل لزوجته حين يجامعها, وآثار تربوية تؤدي إلى انحلال أخلاقي بين أفراد الأسرة, وآثار نفسية وعصبية, وآثار اقتصادية.. كل هذه الآثار تؤدي إلى انهيار كامل للأسرة وبالتالي يضعف المجتمع.


العرب ووباء "الهربس"
من جهة أخرى أوضحت صحيفة السياسة أن نسبة انتشار "الهربس التناسلي" بين الشباب العربي تتراوح من 23% إلى 25 % أي أنه بين كل مائة شاب يوجد 25 مصابا بالهربس التناسلي, أما في أميركا فتقدر الدراسة أن هناك نحو 20 مليون مواطن أميركي مصابون بفيروس الهربس التناسلي.
وقد أكد د. محمد عبد المنعم شعيب، رئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم وعميد كلية طب بجامعة المنوفية المصرية سابقا، أن خطورة مرض "الهربس التناسلي" تكمن في أنه إذا أصيب به الإنسان للمرة الأولى يظل الفيروس في الجسم إلى نهاية العمر, "ويظل يعاود المريض كلما سنحت الفرصة وكلما ضعفت مناعة الجسم, والسبب الرئيسي للإصابة بمرض الهربس هو (البغاء الخفي) والعلاقات الجنسية غير المشروعة والمتعددة مع نساء مختلفات".
وذكر شعيب لـ(السياسة) أن عدوى ذلك المرض تنتقل العدوى بالملامسة المباشرة وبالتقبيل, ومصدر العدوى هو المريض ذو البثور, وأيضا حامل الفيروس والذي يفرزه في اللعاب, وإفرازات البلعوم والعين والأعضاء التناسلية, ويبدأ شعور المريض بالهربس بأكلان ورغبة في الهرش في أعضائه التناسلية, وبفحصها يرى بوضوح فقاقيع صديدية سرعان ما تنفجر وتترك مكانها قرحا صغيرة تتسع وتتصل ببعضها تاركة قرحا كبيرة مؤلمة جدا, فالهربس يصيب الأعضاء التناسلية في الجنسين, وتحدث العدوى بالمباشرة الجنسية حيث تلتهب الأعضاء التناسلية وخاصة في الإناث وتظهر القروح المؤلمة جدا وأخطر ما في هذا المرض وجود شبه علاقة بينه وبين الإصابة بسرطان عنق الرحم, فقد لوحظ أن هذا النوع من السرطان يصيب مرضي الهربس بنسبة أكبر من الأشخاص العاديين, كما يسبب هذا المرض خطورة واضحة على النساء وبالذات على "صحة الجنين" بل وعلى حياته إذا حملت المرأة المصابة به.
ويضيف شعيب أن مرض الهربس التناسلي يظهر عند الرجال على العضو الذكري, وكثيرا ما يؤثر على القدرة الجنسية والإخصاب, وقد يؤدي الي "العقم" في الحالات الحادة والشديدة. وخطورة مرض الهربس أنه "متكرر" حيث تظهر التقرحات في نفس المكان كلما ضعفت مناعة الجسم, ولذلك يعود للظهور بعد الشفاء بأسبوعين أو 3 أسابيع, ثم يعالج ويختفي مدة شهرين ويعود للظهور رغم العلاج الدقيق, ومن عيوب هذا المرض أنه لا يشفي بسهولة, وأنه قد يزمن ويستمر طوال العمر, وفي أحيان كثيرة قد يعجز الطبيب عن تخليص المريض من شر هذا المرض طالما ظل المريض في عبثه بالمباشرة الجنسية غير المشروعة, حتى يسأم المريض والطبيب معا، وقد يستمر المرض إلى عدة سنين ويشارك المريض في حياته حتى الموت.


السيلان يلاحق 25 مليون
وذكر شعيب أن عدد المصابين بمرض السيلان سنويا على مستوى العالم أكثر من 25 مليونا، " ومن المعروف أن مرض السيلان يعتبر من أكثر الأمراض التناسلية شيوعا, حيث يسبب هذا المرض نوع خاص من البكتيريا التي يمكن اكتشافها تحت المجهر, وذلك بأخذ عينة من الإفرازات التي تخرج من الأعضاء التناسلية للمصاب, وتعتبر المضادات الحيوية هي العلاج الأمثل لهذا المرض, والتي يمكن لبعض الأنواع منها القضاء التام على البكتيريا المسببة لمرض السيلان, لأن عدم استعمال العلاج المناسب يعطي فرصة كبيرة لظهور مضاعفات المرض".
ويؤكد علماء التناسليات أن معظم الحالات التي تنتقل فيها العدوى بمرض السيلان تحدث أثناء الاتصال الجنسي بين شخصين أحدهما مصاب بالمرض وفي بعض الحالات النادرة نجد أن انتقال العدوى يتم عن طريق استعمال الأدوات الشخصية الملوثة بالميكروب كالفوط أو مقاعد المراحيض, أو عن طريق استعمال الترمومتر الشرجي الملوث من شخص مصاب ونقله إلى آخر سليم, وأهم أعراض مرض السيلان هو خروج إفرازات يميل لونها إلى الأصفر أو الأخضر من قناة مجري البول قد يصاحبها شعور بحرقان بسيط أثناء عملية التبول, كما يزداد عدد مرات التبول عند المصاب بصورة تؤرق المريض جدا, وفي هذه الفترة يكون البول ملوثا تماما بميكروب مرض السيلان, وعلى المريض أن يسارع بطلب العلاج حيث تلعب "المضادات الحيوية" الدور الرئيسي في علاج مرض السيلان وذلك بعد التأكد من نتائج المزارع البكتيرية ومعرفة درجة حساسية الميكروب تجاه المضادات الحيوية المختلفة, ويلعب البنسلين المائي الدور الأساسي والفعال في علاج السيلان, وتعد متابعة المريض بدء الشفاء من الخطوات المهمة للوقاية من مضاعفات المرض, وللتأكد أيضا من خلو الجسم من أية أمراض تناسلية أخرى.
أما مرض "الزهري" أو "السفلس" فيبلغ عدد المصابين به سنويا نحو 2.5 مليون مصاب, ويعد من أكثر الأمراض التناسلية خطورة, وتنتقل العدوى به إما عن طريق الاتصال الجنسي أو عن طريق الملامسة واستخدام متعلقات المريض الملوثة, كما يصيب الأطفال عن طريق أمهاتهم.
وتبدأ أعراض المرض الأولى في الظهور على شكل قرحة مميزة للمرض وتظهر على الأماكن التي يدخل منها الميكروب, والتي تكون غالبا الأعضاء التناسلية, أو الجلد المحيط بها, ويصاحب ظهور تلك القرحة تضخم في الغدد الليمفاوية الموجودة في المنطقة المحيطة بمنطقة الإصابة أما المرحلة الثانية من أعراض المرض وخاصة في المرضي المصابين ولم يتلقوا علاجا أو تلقوا بالفعل علاجا ولكنه غير كاف, تظهر أعراض المرحلة الثانية متمثلة في طفح جلدى عام, وصداع مستديم, مع سقوط الشعر, والتهاب حاد في حدقة العين والأذن الوسطي.
أما أعراض المرحلة الثالثة المتأخرة فتعرف "بالزهري العصبي" وهي المرحلة المميتة التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية, ويعتبر "البنسلين" الممتد المفعول هو أفضل علاج لمرض الزهري, ولكن المهم جدا بعد إعطاء العلاج هو متابعة المريض لمدة لا تقل عن سنتين, للتأكد من تخلص المريض من إصابة الزهري وعدم عودة إصابته به مرة أخرى, كما يجب فحص القريبين من المريضة فحصا دقيقا وإجراء اختبارات لمن يشك فيهم, وذلك لاحتمال العدوى الكبيرة من المريض للمحيطين به وإذا اكتشف حامل للمرض يجب علاجه مثل المريض تماما, ومراقبته ومتابعته لمدة سنتين مع عزله.


صعوبات لا حصر لها
وأكد د. شعيب أن هناك صعوبات لا حصر لها تقف أمام الحد من انتشار الأمراض الجنسية، "وللأسف فهي تبدأ بالمصابين أنفسهم فيهملون علاجهم, أو يعالجون أنفسهم بأنفسهم, أو يلجأون إلى المعالجين التقليديين, أو باعة الأدوية الشعبية, أو مدعي الطب, ويحدث كل ذلك خارج نطاق مراكز علاج المصابين بالأمراض المنقولة جنسيا, ولأن "البغاء" يلعب دورا مهما في انتشار الأمراض الجنسية, فإن بعض برامج العلاج الوقائي يتجه إلى هؤلاء النسوة ولسوء الحظ فإن مثل هذه البرامج غالبا ما تكون ضعيفة ولا تصل إلا إلى نسبة صغيرة ربما أقل من 20 % من مجموع البغايا".
ونوه العالم المصري إلى أن مقاومة الأمراض الجنسية للمضادات الحيوية ومضادات الجراثيم أصبحت قوية جدا, وأصبحت من المشكلات الكبري في معظم البلدان النامية, مما يؤدي إلى انتشار وتفاقم خطورة هذه الأمراض," كما أن كثرة الاختلاط بين مختلف الشعوب والأجناس عن طريق السفر والسياحة والهجرة ساعدت على انتشار هذه الأمراض, وأيضا اختفاء عامل الخوف من الحمل, حيث أن ظهور وسائل منع الحمل ساعد كثيرا على انتشار العلاقات الجنسية غير السوية وغير المشروعة, والمثير للعجب فعلا أن استخدام المضادات الحيوية وجد فيه هواة النشاط الجنسي وسيلة إغراء بدلا من وسيلة رده, حيث تلعب المضادات الحيوية دورا أساسيا في علاج الأمراض الجنسية".
ويختتم شعيب حديثه ناصحا: " كنت ممن يمارسون العلاقات الجنسية غير المشروعة فأعلم أن "صحتك" في خطر بالغ وأنه لا نجاة لك من هذا الوحش المخيف إلا أن "تستعصم" وتمتنع تماما عن إقامة أية علاقات جنسية غير مشروعة ومتعددة مع نساء مختلفات, لأن الثمن قد يكون غاليا جدا فقد تصاب بالعقم والحرمان من نعمة إنجاب الأطفال, أو ضعف الإخصاب, أو سرطان الرحم عند النساء, لأنه للأسف الشديد أثبتت الإحصاءات الحديثة أن تيار الأمراض الجنسية في حالة مد وانتشار ليس كما يظن البعض في حالة انحسار".

منقوول...