ويقفز من يدي قمر لخديها
تضيء براعم النشوة
فتحلو مثلما الحلوى
وأسقط فوق أوراقي
بلا حول ولا قوة
فقد فتنت عباراتي
بقد البسمة الحلوه
ألعثم خطوتي الأولى
أجرجرها
أقرّب من شوارعها
أرى وطنا تهدهده ضفائرها
أرى شمسا تنام بفرقة الشعرِ
يسيل الوهج شلالا
على حقلين من عطرِ

أشد الخطوة الأخرى
فتسحرني حواجبها التي تغفو على مقل من الزهرِ
كشباكين قد هربا من الجنه
إلى عصر من الإيمان بالفتنه
إلى كونين من طهر
إلى زمن من الصفوه
من التقديس والتقوى
وصلت إلى أساورها التي التفت على الصفصاف عارية
كلبلاب تعلق في حبائله
ليعلو دونما وقت
ليبدأ ساعة التسبيح مبتهلا
على جذع من التاريخ مقطوع
بلا جدوى

نظرت لقمة البحر الذي يطفو على البدر
الذي يعلو على الخصر
وفي الأعلى وفي الأعلى
وجدت شقائق النعمان
قد صلَت علانية صلاة الليل في حب على سجادة الغزل
وصار اللؤلؤ الأحمرْ
كبركان إذا أزهرْ
قرأت الكون في شغف فمادت قامة السكرْ
كأن الأرض قد رجفت
من البرق الذي ينساب من شفتين مفعمتين بالأحمرْ
كأن اللوز خجلان من السكر
كأن الزيت مشتاق إلى الزعترْ
رشفت رحيقها المصنوع من طلع معتقة
فصرت كمن أتى ذنبا من الحب الذي يغفرْ
على عنق من المرمر
عصرت الوجد إذ يُعصرْ
وقبلت المسامات التي جفت حدائقها
من العبقِ
رسمت بسمرة الليل اشتياق الأفق للشفقِ
وبين تلال كوكبها زرعت الشعر من شفتي
كي ينمو بخديها كمحصول على بيدرْ
مزجت القلب بالعسلِ
كمرآة يمازجها خيال في ربا أملِ
كهمسات بنى العشاق قلعتها من الغزلِ
وبعد الصمت ألقاها فتمحوني ابتسامتها
كخط كان مرسوما على دفترْ
وتمضي الصفحة السمراء من كراسة الشعر
وأبقى مثل أرملة بلا وطن ولا رجلِ
وأبقى دونما كوثرْ
فهل حورية البحرِ
مضت لتغوص في البدرِ
وهل ما نلته حلما
تلاشى دون أن أدري
وهل حوريتي الحلوه
مضت في حضرة الصحوه
انا المجنون أعشقها
بلاحول
ولاقوه
بلا حول ولا قوة