السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن ما يحصل عليه أي شاعر فائز في مسابقة شعرية عربية من مال في عصرنا يفوق بكثير ماحصل عليه المتنبي طوال حياته من سيف الدولة الحمداني أو ماحصل عليه زهير بن أبي سلمى من هرم بن سنان مما يجعلنا نتساءل هل تستحق قصيدة واحدة لهذا الشاعر أو ذاك هذا المبلغ الكبير جدا من المال ؟ وماذا قدم في هذه القصيدة أو حتى قصائد معدودة من إبداع حتى تلقى من التكريم أكثر مما لاقته قصائد المتنبي أو زهيرمجتمعة
أما الألقاب ( شاعرالإبداع) أو ( سيد الأدباء) أو (شاعر الشعراء ) فهي ألقاب كبيرة جدا في نظري على شعراء عصرنا لأننا إذا قلنا لفلان الفائز هل أنت أفضل من الأعشى أو الخنساء أو حسان يخجل أن يقول ( نعم ) ولن يكون مثلهم ولا حتى أدنى منهم بقليل ومع هذا جعلناه أميرا عليهم بهذه الألقاب
وليس من العجيب أن هذه الألقاب تموت بعد أيام من انتهاء المسابقة ولا نرى صوتاً ولاصيتاً للفائزين بها بعدها وأنتم ترون الأمثلة أمامكم واضحة
فنحن سمينا فلانا مثلا ( سلطان القوافي ) أو (سيد البيان ) وتكلمنا عنه في الصحف ووسائل الإعلام والناس غير مقتنعة بذلك فلن يحصل الفائز إلا على المال الذي قد يربحه أي تاجر في السوق خلال اسبوع وهذا ما يؤيد قول دعبل الخزاعي عندما يقول
يموتُ رديءُ الشعر من قبل أهلِهِ ----- وجيّدُهُ يبقى وإن مات قائلُهْ
ثم يبقى التساؤل حول لجان التحكيم هذه هل هي حقا كميزان الذهب تستطيع أن تستلّ الأقوى موهبة من بين ألوف المشاركين بحصافة وذكاء وقد لاحظتم بعضهم على شاشات التلفزيون وهم يتلكؤون في قراءة بيت واحد من الشعر القديم وطالما رأينا ناقدا على شاشة التلفزيون يتمايل طربا على بيت شعري من أحد المتسابقين على نهج البيت الشعري القديم الذي يقول
الليلُ ليلٌ والنهارُ نهارُ --- والأرضُ فيها الماءُ والأشجارُ
فهل مثل هذا الناقد أهل للتحكيم ؟؟؟
ونحن في كل عام نتوج بضعة فحول وأسياد وعباقرة في الأدب ولاتزال الأسماء تزيد بمالايفيد والأموال تنصب وقد نحتاج في المستقبل لأن نتوج مستمعا واحدا لكل مئة من سلاطين البيان وأساطين الفصاحة
فماهي الجدوى من مثل هذه الألقاب والمسابقات ألا تجب إعادة النظر فيها ؟؟؟؟؟