السلام عليكمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


توفي والدي وفوجئت بهذا الكم الهائل من المحبة , وربما يستحق ليس لأنه والدي ولكن لأنني عشت تلك اللحظات التي كان يدقق فيها بكل تصرف وسلوك لسلامته شرعا ونظافة ,وأظن ان هذا الجيل جيل آباءنا على معظمهم قدم الكثير حقيقة.
وقد زاد يقيني بأن علاقات البشر مهما زينتها المصالح لن تكون زينتها الحقيقية سوى المسار النظيف ولن يعلمون ذلك إلا بعد حين.
التقدم في العمر والتراجع الصحي والفكري أمر مسلم به حتما في مسيرة حياتنا السريعة وكل صعود يقترن بهبوط مقابل, ولكن لم لانأخذ أمورا كتلك أخذا قويا وجديا؟
نفند ما خلصنا له فلنا في هاذم اللذات عبره ووقفات.
وقد خلصت لملاحظات عدة أتمنى أن أكون محقة فيها وهي قابلة للنقاش كالعادة:
1- كل يتوق لتقديم الأفضل بتقديره الخاص, ومعظمنا يسوّ ف طمعاً في الوقت والوقت سيف قاطع لارحمة فيه,
وشعور التقصير الفطري و الذي ينتابنا عند الفقد لايرقعه سوى الدعاء أو التواصل مع من بقي من روح وسيرة من نحبه.
2-عندما تفقد أحد من المقريين وخاصة أحد الوالدين تشعر أنك وحيد في ألمك وحيد في معاناتك ورغم ذلك تتمنى لو يشعر بك كل من تحب بك فتتذكر كل من تعرف ومن لاتعرف حق المعرفة.
لكن موقفا واحدا على الأقل ,أرجعني لمكاني الصحيح: عروس في بداية حياتها الزوجية تنتظر ليلة العرس بشوق والدين والاخلاق تزينهما معا, لتفجع بخبر صاعق وهو وفاة الخاطب بحادث مروري!
بعد خطبة دامت سنين,لتبحث عن عمل تعزي نفسها به ,فهل أمرها أسوأ من مطلقة؟ فمجتمعنا مجتمع التأويل والتفسيرات غير المنطقية,فياله من مجتمع ثرثار جلاد.
3-أهلونا راية لن تتكرر وقد حملوا رسالة جديرة بالاتمام مهما كانوا , فهل نحن قادرين على ارتشاف ماكانوا يريدونه لنكمل؟
4-الموت دافع للمراجعة , لتفنيد الأوراق ومعرفة ميزان الخسائر والأرباح على جميع الصعد! فلاضير أن نعرف ان مانخسره اليوم لن يعوض كما يومنا وعمرنا,
وهو كذلك , ربح للغد فتامل قليلا لتعرف.
5-لن ينفع البكاء ولاالحزن في هذا المقام حتى ولا المنافسة الإيجابية في مراسم العزاء, ماينفع هو الجهد الإيجابي لمنع الخلافات التي قد تنشا وغالبا في عائلاتنا الشرقية حول المال والتركات!
فنرى الهبات او توزبع بعض الإرث قبل الموت,ديدن من يريد امتصاص جل ماقد يتوقع بعده , فهل زرعنا فعلا بذور المحبة في قلوب ابنائنا للاهل ولبعضهم؟
6-الحسرة والندم على مافات ليس له نفع اليوم , ولكن قليلا من بحث وتقصي حول أمور تحيط بنا, سوف تعرفنا بالمحب الحقيقي من غيره والمنتفع من غيره, وخيرهم من قدم ومضى بصمت,
نحن هنا نعرف مقجار مانحب ونكن للمتوفي , لاننا بكل المقاييس مقصرون ولكن كيف سنكون بعد ذلك؟
7-لم لانفكر بإعداد العدة للحظات أو الحياة بعد الموت؟ سؤال وجيه ومهم في ذات الوقت لا ينحصر في التر كات ولا الوصيات ولا ..إنما هل أعددت أبناء ورسالة تفخر بها بعد الموت.؟
هنا السؤال لانك تارك من سيربي بعدك وكلها في صحائفك!!, فالويل كل الويل لمن أساء التربية ومضى في طريقة يترك للبشرية نفايات وعبئا عليها جمعاء!!!
8-الحزن والدموع فعل وتصرف أناني صرف ,أنت تحزن على نفسك لأنك ستحيا دون من أحببت !هذا هو تفسير كم الحزن الهائل عند فقد غال لنا, ولكن الحزن الحقيقي لو رحل دون ان يحمل دينه واستقامته ,
دون ان يرضى عنه الإله , ان يرحل دون أن يكون قد قدم شيئا يذكر.فمن منا يحزن لهذا الامر؟
الحزن فعل أناني صرف لاننا نحزن على انفسنا وحالنا ومصائبنا وعوراتنا, لقد رحل للرحمن الرحيم وأنت الذي ستبقى تعارك وتكافح وتعاني..
9-إلى ماذا سيدفعنا الموت؟يدفعنا لكي نمضي من جديد بأقل خطأ ممكن:موقف يحكي لنا الكثير:
مجموعة سائحة عربية تمضي في يخت عبر البحر لترى قصر وجامع ومكتبة الفاتح الذي لم يتقبله استاذه بعد النصر عندما قال :
انا الفاتح..
حتى رجع ليستدرك ويؤنب نفسسه ويقول مسترشدا بأقوال صلاح الدين:
اللهم لاتنصر صلاح الدين صلاح الدين كلب حقير انصر اللهم دينك ..
من هنا عاد الفاتح معتذرا ليرحب به شيخه!!
عماد الدين الزنكي
لم يضحك ولم يبتسم خلال 28 عاما وعندما ذكروا له حديثا نبويا شريفا عن الابتسامة فرد غاضبا:
إني لأستحي من الله تعالى أن يراني مبتسماً والمسلمون محاصرون بالفرنج"(1)
ولم ينس كيف أسلم المماليك جميعهم على يد نور الدين الزنكي :
لم يلتف أحد من السياح العرب للقصر ولا للمسجد ولا للمكتبة...
وعندما وصلوا قصر مهند ونور ركض الناس واشتغلت الكاميرات! وكاد المركب يغرق ليتخلى الدليل السياحي عنهم قائلا:
-ياخسارة!!!
هل نحن كذلك؟ وهل نقول يا خسارة فعلا؟ نرجو ان نقول لا
1- عماد الدين زنكي: د. عماد الدين خليل - مؤسسة الرسالة - بيروت [1402هـ = 1982م].
الف تحية
الخميس 21-10-2010
( مرفق آيات الموت في القرآن)