هستريا إغلاق القنوات الدينية
**********************
يمثل إغلاق القنوات الدينية نكوصاً فكرياً ، وتغذية لثقافة القمع والمنع في عصر تخلى عن تلك الثقافة التي أثبتت فشلها الذريع .
معظم هذه القنوات تغذي النزعة الأخلاقية والتقرب إلى الخالق وتربية الإنسان الصالح وهذا مما لاشك هدف جليل ينبغي أن ندعمه لأنه يعود بالخير على المجتمع ، ويعمل على إصلاحه ، كما أن أغلب الشيوخ من خلال متابعتي لبعض تلك القنوات يتميزون بالاعتدال والعلم .
لماذا هذا الإغلاق الجماعي ، ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟ سؤال نوجهه لوزير الإعلام ، فهذا القنوات تعمل منذ سنوات ، ألم تكتشفوا أخطاءها التي تدعون إلا الآن ؟ وبالمثل فأي جريدة أو وسيلة إعلامية يمكن إغلاقها إذا لم تنل رضاكم ، أين الحرية التي بها تتشدقون ليل نهار ؟!!
ما الذي يزعجهم في تلك القنوات هل لأنها تسطيع أن تجذب الناس حولها وهذا ما قد فشلوا فيه ؟!! هل لأنها تسطيع أن تكون اتجاهات الناس ورؤيتهم وهذا ما يخشونه ؟!!
لماذا لا يغلقون قنوات العهر والفجور التي تشجع على الرزديلة وتروج لها ، أم هذا ما يريدون أن ننغمس فيه ، ونسكر بشهواتنا ، لنتركهم يفعلون ما يفعلون !!
ربما هو نوع من التهديد وشدة أذن قبل الدخول في معمعة الانتخابات لتعيش تلك القنوات في كوكب آخر غير كوكبهم ، فالحكومة أول ما تفكر مصلحتها ثم يأتي الشعب بعد ذلك أو قد لا يأتي .
كما أن هذا الإغلاق ليس مفيداً لسمعة مصر الإعلامية ، ولا مفيداً لنيل سات نفسه وقد يسحب البساط من تحت قدميه ، ويصبح اللاعب الخاسر بعد فترة إذا استمر على هذه السياسة .
بقلم : ياسر الششتاوي