نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

السلام عليكم
شريحة مجتمعية تقرأ ..وكثير منهم لايقرأ...
أقارب غدوا أكثر سمية من العقارب...
شرفاء يعملون بجود ودون حساب وبصمت..
تجار يتاجرون بكل غال ورخيص, يسرقون خلسة ودون ذمة ولاضمير..
حصار ثقافي ونفسي وإعلامي....
جديد العلم كل يوم وكل دقيقة....
ووسط كل هذه الضوضاء العصرية هل يجوز للشريف صاحب القضية أن يعطي دون حساب؟
أن يهب فكره النير بأريحية وصمت؟ و لمن لا يسمع إلا قليلا؟ هل مازال ينتظر عصرا ً جديداً منيراَ؟
أليس للمركب وقود قد ينفذ؟ ويحتاج من يعبئه بالخيرات؟أليس الثمن ولو قليلا دافعا للاستمرار؟
وإن تقبلنا اجر الآخرة فهناك من لايملك قوت يومه فعلا من أصحاب الفكر الناضج...
قضية تستاهل الطرح والبحث لعصر لايقدر القيمة الفكرية العالية, ويبحث عن المردود المادي أولا,ومعظم هؤلاء لايملكون الرسالة التي نبحث,
ولا يحمل جيلنا دافعا قويا لاستمرارها لان قيمه باتت مادية خالصة!
فهل من الطبيعي أن نعطي دون حساب؟ في هذا الزمن الصعب؟مهما كنا نبغي وجه الله ورضاه؟فلم لانكسب الدربين؟
الغريب أن معظم شرائح المجتمع لم تعد تعير لعالم الثقافة أدنى اهتمام , إنهم عالم الفقراء المحتاجين...
اللهم كقراء فقط ومن بعيد ,كمن يقبع في برج عاجي يخشى على نفسه من البلل...
وهل قلة جمهور القراء ومرتادي الثقافة يجعل كل صاحب رسالة قليل الهمة متقاعسا ً مترددا في العطاء ؟ ام هو أمر مستقبلي ويجب أن يكون للمستقبل؟
نعم هو حقل قمح يحتاج عناية فائقة ,وبشكل خاص جداجدا, ويسره ان يكون من غير منة وإلا لتاهت الرسالة وبعد المنال والهدف وموسم الحصاد...
هؤلاء هم النخبة الحقيقية التي لانجدها كثيرا في واقعنا الذي يكثر فيه المتشدقين وأكثرهم منتفعين فقط...
حقيقة وسط هذه الضوضاء الكبيرة يكاد مجتمع النخبة لو جاز التعبير منكفئ على نفسه, له منبراً خاصاً, قد لايراه الآخرون..
يحاول أن يكون وسطا بين كل التيارات كي يستطيع التجديف بأمان , ورغم هذا تجد من يهاجمه للاسف في عقر داره...
ولا يعرف سر انطلاقته الصعبة,واستمراره الأصعب,من هنا نعود فنتساءل:
هل حفلات التكريم تغني وتفي بالغرض؟ هل قصرت حقيقة؟ هل المخلص منهم من لايبحث عن المردود مقايل سماع صوته لأكبر عدد ممكن؟
وماهي مقومات المجتهد ذو الرسالة الصادقة كي يمضي بأمان؟
نقتبس من مقال في موقع البلاغ ليخدم موصوعنا :
لكن المنظور الاسلامي عندما يحدد موقفه من العولمة فلا بد أن ينتقل إلى طاولة بحث أخرى غير تلك الطاولة التي يدور البحث عليها حول التفاوض على مكاسب أو خسائر تعميم النموذج الاستهلاكي الغربي,
لأن المنظور الاسلامي أكثر اتساعاً وشمولاً من الإطار المادي الضيق الذي تسعي العولمة في نطاقه كما أن الغايات الاسلامية تتجاوز تلك الغايات المادية الاستهلاكية إلى غايات أرحب تواصل الدنيا بالآخرة وتستوعب الأبعاد المختلفة للانسان المادية والروحية معاً.
للمزيد
http://www.balagh.com/islam/z003zncf.htm
**********
من هنا نقول:
إن الصدق في العمل , وصفاء النية هما عاملان قويان يحميان المسار الذي يعمل في نطاقه صاحب الرسالة السامية في المجتمع وعندما نبحث عن الثمن فإننا هنا نلغي أكبر هدف وهو وصول صوتنا,فقد بنيت العلاقات الرحمانية على المسامحة والآدمية على المشاححة ..
وإذا؟
جاء في مقال للأستاذ /بيزيد يوسف /دور النخبة في ظل النحديات الراهنة:
في عالم التكنولوجيا و التطور العلمي حيث تتسارع التقنيات لاكتساح حياتنا و الهيمنة عليها ، في عصر النمطية و التسارعية و التقنية يبقى دائما دور الإنسان ضروريا و حيويا و لكن أي إنسان ،
إنسان يتمتع بمميزات و خصائص روحية معرفية و مادية تمكنه من التحكم في مختلف المجالات و السيطرة على حاضره و مستقبله متصلا بماضيه ، هذا الإنسان الذي يتأثر و يؤثر ،
يتفاعل و يغيّر أو يسعى إلى التغيير هو ما يطلق عليه النخبة و النخبة بطبيعة الحال أقلية في المجتمع تتميز بجملة من المميزات و الخصائص و كما جاء في لسان العرب " انتخب الشيء : اختاره ؛
***
هل هذا يجعل النخبة ترضى بنصيبها الذي تلقاه كي تكمل دربها بأي شكل يفيد المجتمع حسب منظورها الخاص البناء حصرا؟
فلم التذمر من بعضهم إذا؟؟؟
****
باختصار شديد:
قال الله تعالى (ومن يتّق الله يَجْعَل لَهُ مَخْرجاً. ويَرْزُقَهُ من حيث لا يَحْتَسب) [سورة الطلاق: 2 ـ 3].
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه. رواه وكيع في الزهد (2/635) وهناد رقم (851) وأبو نعيم في الحلية (1/253) وإسناده لا بأس به.
ويشهد له حديث الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً: ما ترك عبد شيئاً لله لا يتركه إلا له عوض الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه. أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/196).
وعن أبي قتادة وأبي الدهماء وكانا يكثران السفر نحو البيت قالا أتينا على رجل من أهل البادية فقال لنا البدوي أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل وقال: (إنك لا تدع شيئاً إتقاء الله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيراً منه). رواه أحمد (5/363) وإسناده صحيح ورواه البيهقي (5/335) ووكيع في الزهد والقضاعي في مسنده.
ودمتم سالمين.
الخميس 30-9-2010