يتواصل مسلسل نهاية في القتامة وقلة الذوق اسمه مفاوضات السلام بين بعض من الرسميين الفلسطينيين و الصهاينة المغتصبين للأرض بالقوة الغاشمة والدعم اللامحدود من قبل الغرب الاستعماري لهؤلاء الغزاة بكل أنواع الدعم السياسي و المالي و الاعلامي من أجل مجرد التفاوض دون أن يكون هناك أي أدنى حد من التوصل الى اقناع الصهاينة بضرورة مغادرة فلسطين و تركها لأصحابها الشرعيين الذين شردوا منها وظلوا في مخيمات اللجوء على أمل العودة يوما ما الى ديارهم وأرضهم وهذا هو الذي يجب أن يكون موضوع التفاوض وهو الوحيد المشروع تاريخيا ووطنيا وقوميا ودينيا وانسانيا وأما التفاوض من أجل اقتسام الأرض مع الغاصبين واقامة دويلة قابلة للحياة وهي تسمية جديدة وقع اتحافنا بها أخيرا وتكون منزوعة السلاح و السيادة وفي خدمة الكيان الصهيوني و لتوفير الأمن لهم فان هذا النوع من التفاوض أقل ما يقال فيه انه خيانة لدماء الشهداء وعبث بآمال وآلام الملايين من المشردين و المبعدين عن وطنهم أو المقيمين فيه ولكن تحت اذلال العدو الصهيوني لهم الى حد منعهم حتى من أداء الصلاة في المسجد الأقصى وتتكرر هذه المعاناة من أسبوع لآخر تحت سمع وبصر مليار ونصف المليار من المسلمين دون أن يرجف لهم جفن أو تتحرك فيهم شعرة من الاحساس بالمسؤولية المشتركة تجاه ما يقع لجزء من أمتنا على أيدي جلادين غلاظ شداد لايراعون فينا ذمة ولا تأخذهم بنا أي رحمة وبناء عليه فان المفاوضات الحالية غير مشروعة وبالتالي يجب ايقافها والاعلان بصوت عال أن موضوع التفاوض الذي نقبل به في الحد الأدنى هو كيفية خروج الصهاينة من أرض فلسطين وان هذا الأمر واقعي جدا بعد هزائم الكيان الصهيوني أمام قلة قليلة من مقاتلي حزب الله وفصائل المقاومة في غزة وكذلك الهزيمة الساحقة للولايات المتحدة الأمريكية أمام المقاومة في كل من العراق و افغانستان و بالتالي فان هذه عبارة عن فرصة تاريخية لا بد من توظيفها بشكل جيد وخاصة وأن الاقتصاد الأمريكي منهار بالكامل فيجب الاجهاز عليه بسحب الودائع العربية و الاستثمارات العربية وتوجيهها للداخل العربي تعزيزا للحمة بين عناصر الامة الواحدة في مواجهة العدو المشترك ولكن مثل هذه الدعوة لن تجد آذانا صاغية من لدن بعض المتسلطين على رقاب هذه الأمة وهنا تأتي مسؤولية الجماهير العربية في التحرك من أجل ضمان مستقبل هذه الأمة بمنع مزيد من التنازلات المجانية لفائدة أعداء هذه الأمة وان الجماهير لتعرف جيدا طريقها الى ذلك.
ان التفاوض اذا لم يكن مصحوبا بحد أدنى من القوة حتى لو كان مجرد التمسك بالمواقف المبدئية وعدم التنازل عن الثوابت الى غاية الوصول الى التعادل أو تحقيق التفوق النوعي على العدو لمنازلته والوصول الى طرده من الأرض وقتها نكون قد حققنا شروط التفاوض الذي لايكون على حساب الأرض أو القضية أما الآن فان المفاوضات عبثية ولا طائل من ورائها الآن.
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/

facebook

http://www.facebook.com/reqs.php?fco...?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar