السلام عليكم
اخترت نخبة من مجموعتي القصصية
امراة في الظل
ابسطها هنا للمهتمين
ابتسامة.........
ركبت الحافلة بنزق, وجلست فيها آخرا..كانت ممتعضة جدا ,في أعلى درجات الغضب
ملؤها الحنق والتعجب كذلك,مختنقة هي الآن..نظرت حولها..فشعرت وكأنها وحدها فيها,
هي لا ترى أحدا وكأن الحافلة تسير وحدها,ترى الآن ما تشعر به فقط..
وتساءلت : لماذا يحلو له بين الفينة والفينة أن يحرمها نعمة كانت قد تعودت عليها؟أيريد أن يروضها؟ قد فات ذلك الزمان عندما كانت فتاة غريرة..الآن هي ركن أساسي في هذا الصرح الأسري الرائع ,أيغار من نجاحها؟ نعم هي ناجحة في مقاييسه على ما يبدو ففي استطاعتها التكفل بكل شيء ولكن مازالت تترك له الحصة الكبرى....
لا وقت الآن لعبث الأطفال أتراه يذكرها بالقوامة؟ لا ليس هكذا يذكر أمثالها....!
لدي أطفال أريد أن أقوم على تربيتهم لا وقت الآن لمناقشات فات لن تجدي.
سكينة أسرتها فوق كل الاعتبارات,فالأطفال تطحن وتطحن...وقد تطحنها يوما,هكذا كانت تفكر..
طموحة هي..أجل..على الأقل بنظرها..فلو أصرت لفعلت وقد رست على واقع غير جميل جملته
بأناملها...جملته بورود مخملية ثبتتها كأفضل تثبيت.....كانت منذ زمن قريب يملؤها الشوك.....
مزيدا من الصمود يا عزيزتي...
نظرت من النافذة فرأتها وكأنها تراها لأول مرة..أناس يبتسمون!! كيف يحصل ذلك؟وكيف؟
أتشترى البسمة يا ترى؟ربما هي الآن في أعلى درجات الكآبة....
ركب ركاب كثيرون,وهي بالكاد تراهم,هي لا ترى أحدا الآن إلا نفسها وألمها...
ودارت الحافلة دورتها الثانية وكبت كبوة وكأنها ستنام.. متعبة هي, أجل فبرغم قنابل النقد
وخناجر التهكم..والتي تحط ولا تنزع...لن تحبط....لن تحبط أبدا...
رمقها السائق بنظرة غريبة,فاعتدلت في جلستها,...أتراه؟ لا تظن لكنه شعور جميل أن ترى امرأة نفسها محط أنظار الجميع.من تقدير واحترام,ولكن هنا..كيف؟
أصناف تصعد وأصناف تنزل استعراض هذا,كلهم في عينيها سواء ..الرجل هو الرجل والمرأة هي المرأة.إنها القوية في ضعفها...أصحيح ذلك ؟ربما...
رمقها السائق بنظرة غريبة..فأفاقت من حديث الروح..وحطت في الحافلة....لقد بدأت الحافلة دورتها الثالثة يا للهول, كيف حدث ذلك؟وكيف نسيت نفسها؟...
- آه صحيح أنا لم أدفع..
وفتشت في محفظتها ..ولا فلس!!!!!
أمعقول هذا؟ لم تعد تدري ماذا تفعل,وظهر الارتباك جليا,ونظرت حولها فوجدت الحافلة خالية إلا من امرأت ابتسمت لها ودفعت الأجرة لاثنتي هما.....
- لن تذكريني ..لكنني أتذكرك تماما...لقد دفعت لي منذ زمن قريب وقد كنت أجلس مكانك تماما لا عليك وكلي الله في كل أمورك ...وثقي أننا لسنا نصف المجتمع إننا المجتمع ذاته.