أنت عقلاني أم عاطفي ؟


سؤال يطرح والإجابة قد تكون صعبه إلى حد ما

فإن قلت إنك عاطفي هاجمك العقلانيون ووصموك بالتفاهة والرومانسية الوردية وقد يصل الحال إلى التشكيك في كمال رجولتك

وإن قلت إنك عقلاني هاجمك العاطفيون واتهموك أنك عديم المشاعر والأحاسيس ومتحجر العواطف وشككوا في وجود قلب لديك

وفي نظري أن المسألة ليست جمع بين متناقضين أبيض أو أسود

وحتى اربط الكلام بالعنوان وعلاقة التايتنك بالحديث .. في آخر مشهد من مشاهد ذلك الفيلم الرومانسي يتعلق الحبيب العاشق على لوح خشبي وجسمه في البحر البارد ومعشوقته تجلس على ذلك اللوح فتكون النهاية بقاءها وموت عشيقها .. قمة الرومانسية والعاطفة .

والسؤال أين العقل ؟

تخيلوا معي لو أن العقل كان حاضرا ألا يمكن تفادي هذه النهاية الحزينة ؟

إن عدم حضور العقل في ذلك الموقف أنها قصة حب جميلة وقوية لأنهم غرقوا في العاطفة قبل الغرق في البحر ولو فكروا بعقولهم لكان الأمر غير ذلك .

وهنا يأتي دور التجانس بين العقل والعاطفة في بعض الخلافات وخاصة الزوجية ترغب الزوجة بأن تكون العاطفة هي سيدة الموقف وهذا ليس خطأ ولكن ليس في كل المواقف .. فقد يكون لغياب العقل خسائر فادحة وطويلة المدى .

أضرب مثال يوضح الصورة : زوجة تكتشف أن زوجها على علاقة بأخرى إذا حكمت العاطفة سوف تندفع وتتسرع وقد تفقد كل شيء ولكن لو تعاملت بعقل وحكمه قد تصلح ما انكسر أو على الأقل تحافظ على ما بقي .

موقف آخر بعيد عن الحياة الأسرية يحصل بين طلاب المدارس فقد يتزامل أثنان على مقاعد الدراسة لسنوات وعند التخرج من الثانوية يقرر أحدهم التوجه إلى مجال فيقرر الآخر أن يتجه لنفس المجال بحكم العاطفة وليس العقل فتكون النتيجة الفشل لأن ميوله ليست لذلك المجال .

وهنا نقول إن العقل مطلوب وكذلك العاطفة ولا يستغني أحدهم عن الآخر ولكن لكل مقام مقال .

كما قال المتنبي :
ووضعُ الندى في موضع السيفِ بالعلا ** مضرٌّ كوضع السيفِ في موضع الندى

فالندى هي العاطفة والسيف هو العقل

ليس كل عقلاني عديم العاطفة والعكس

سلمتم لنا دوما