يئست من الدنيا فما صرت أطلبُ
....................وأصبحت ُ ممن كنت أرجوه ُ أهربُ
تخالفني الأيـام فـي كـل منيـة ٍ
....................فهل أتمنى البعـد علـيّ أقـرب ُ
وما نفع تجريبـي الحيـاة إذا أنـا
....................جهلتُ حبيبا كان بالقلب يلعـبُ
إلى صدر من أهوى كتبتُ شكايتي
....................فمحَّى بجهلٍ منه ُ ما كنتُ أكتـبُ
يعذبني ما الحُلوُ ينوي لـي َ الشقـا
....................ولكن بما لـم ينـوه ِ لـي يعـذّبُ
أيا عطر قلبي هـل أثـامٌ مودتـي
....................وهل كان حدّا هَجرُ نـارٍ تَلهَّـبٌ
تواعدني حتـى امتلائـي صبابـةً
....................و أُسكبُ حرماناً كما الماء يُسكبُ
وترسمني وشمـا بخاصـرة الضنـى
....................فلله ما أقساك كم منك َ أعجـبُ
وتزرع ُ لي أشجار َ وهـمٍّ كئيبـة ٍ
....................أقيل بها ظهرا بها الليـل أصلـبُ
فـؤادك كالدنيـا تغـرّ محبّـهـا
....................وتوقظُـهُ الأقـدار حيـن يجـرّبُ


شعر: ظميان غدير