حمص تحتضن أول معرض لرسامي مجلة أسامةافتتح في صالة النهر الخالد بحمص أول معرض لرسامي مجلة أسامة، المجلة التي ربت أجيالاً.. وتعاقب على العمل فيها إلى الآن ثلاثة أجيال من الكتّاب والرسامين.. والفنيين.. من كل المحافظات السورية.. منذ صدورها في السبعينيات من القرن الماضي.
عن فكرة المعرض تحدثت السيدة مجد الحلبي مديرة الصالة:
نحن نسعى عبر ما قدمناه منذ افتتاح الصالة إلى إلقاء الضوء على مبدعي سورية من خلال الأمسيات الشعرية والقصصية والموسيقية والمعارض والمسرحيات، أردنا أن تكون لمجلة أسامة مشاركتها فتركنا الخيار للسيدة رباب هلال رئيسة تحرير المجلة حول طريقة وصيغة المشاركة، فاختارت المعرض.
كانت لوحات الطفولة بين الحضور المتنوع بالعمر والاهتمام.. رسوم اختلفت ألوانها وأحلامها حسب تجارب مبدعيها.. ضم المعرض أكثر من 30 فناناً وفنانة من أجيال تعاقبوا على أسامة ليكون أول معرض لفناني مجلة أطفال، لكن لماذا مجلة أسامة؟ كان أول سؤال نطرحه على السيدة هلال فأجابت: إنها دعوة كريمة من صالة النهر الخالد، وكان الشيء الرائع أنها طلبت منا ماذا نريد، إنه من المناسب جداً أن نفتح معرضاً خاصاً لرسامي مجلة أسامة.. لماذا مجلة أسامة.. التجربة أعتبرها رائدة في الوطن العربي وبتاريخ مجلة أسامة.. أن يقام معرض خاص لرسامي مجلة أسامة وفي صالة خاصة بهذا الكم والنوع، إنه فخر لنا جميعاً، فخر لسورية.
وعن أهداف المعرض أجابت: هذا المعرض له أهداف عديدة، أولاً الدعم المعنوي والإعلامي لجيل الرسامين الشباب.. من طرفي كوني رئيسة التحرير أقول لهم شكراً على التعب الذي يبذلونه فعلاً.
وهذا الكم نقطة من بحر ما قدموه لأسامة.. من ناحية أخرى التركيز على جيل الشباب لا يعني أن هناك تمايزاً بين الجيلين.. ففي المعرض أيضاً لوحات للفنان الكبير نذير نبعة، أحد أعمدة مجلة أسامة، وهناك أكثر من جيل في المعرض، لكن التركيز على جيل الشباب، هؤلاءالذين يحتاجون إلى دعم.. إلى تسليط الأضواء عليهم، إلى احتضان من بلدهم.
وأنا في أسامة بالنيابة عن وزارة الثقافة معنية بحمل هذه الرعاية، وأحد أهداف هذا المعرض فتح المجال لأي فنان يرسم بشكل جيد، سواء في حمص أو جميع المحافظات السورية للانضمام إلى أسرتنا، وهذا شعار أطلقته منذ استلامي لرئاسة التحرير.
وعن اختيار المشاركين في أسامة أجابت: أسامة لجميع كتّاب سورية، لجميع رسامي سورية والخيار للأفضل .. وأكرر دائماً .. ليس من وجهة نظري الخاصة، عندما يقولون لي مجلة أسامة جيدة أو تطورت أقول لهم قولوا: شكراً لنا، فالعمل الناجح يحتاج إلى عمل جماعي، إلى غيرة وحب ووعي وثقافة ومعرفة.

مع بعض الشباب المشاركين
توفيق موسى (الرقة):
نحن نعمل بنفس النَّفَس القديم لأساتذتنا
المعرض بشكل عام فيه تفرد باعتبار أنه أول مرة يحدث كموضوع للطفل.. يوجد أرشيف لمجلة أسامة العريقة القديمة.. هذا الجيل الثالث تقريباً الذي يعمل فيها ويرسم فيها.. والمعرض لكل تلك الأجيال، في المعرض رسومات لمجموعة من الشباب وأيضاً رسومات لمن أسسوا المجلة نذكر منهم الأستاذ نذير نبعة والأستاذ أنور دياب.. ونحن الآن نتابع مشوار الجيل الجديد الذي يرسم في المجلة، وعن البصمة الخاصة بهذا الجيل أجاب: تطورت الرسوم وأصبح لجيل الشباب حضورهم، لكن أعمالهم للطفل ضمن جو أسامة.. نحن عملياً نعمل بنفس النَّفَس القديم لأساتذتنا، أسامة لها شخصية كنص.. كسيناريو، لها شخصية مميزة عن باقي مجلات الأطفال... وعن سؤالنا لماذا؟ أجاب: المجلة التي تستمر إلى الآن بهذا النفس، وهذا الحضور لا تقارن مع المجلات الطفلية الأخرى، إنها تحمل شخصياتنا كفنانين بانتماءاتنا... بيئتنا المتنوعة... نحن من مختلف المحافظات السورية، وعن الفرق بين الرسم للكبار والرسم للصغار قال: داخل كل واحد منا طفل، ليست هناك مشكلة إن أيقظنا ذلك الطفل الموجود في دواخلنا، للرسم نفس التكنيك... لكن أضع في مخيلتي أنني أرسم للطفل... أخرج الطفل في داخلي... أشعر بالطفولة، باللون الذي يحبه الطفل... المرح... عدة عناصر... إن لوحة الطفل مميزة عن اللوحات الأخرى.

رزان عبود (دير الزور):
فرصة رائعة
هذه المرة الأولى التي يقام فيها معرض بهذا الحجم لرسامي الأطفال ومجلة الأطفال.. هي فرصة رائعة، وأعطتنا دعماً كبيراً جداً، شكراً لصالة النهر الخالد على هذه الفرصة.

هنادي أبو حميدة (دمشق) :
أسامة الصرح الطفولي الكبير
تجربة رائعة جداً... شاركت بلوحات مرسومة بالألوان المائية والكولاج وبأفكار تبحث عن رؤية جديدة... كيف يرى الطفل العالم... كأن يرى الأرقام عبارة عن قوس فوق الغيوم.... حتى إنه يجسد الأدوات مثل المسطرة والممحاة.... يراها وكأنها أشخاص مثله... في إحدى لوحاتي طفلة تحلم أن تطير، فلم تجد إلا البالونات لتطير بها، فصنعت من فساتينها بالونات لتطير مثل العصافير وتجسد عالماً آخر.
ودراستي في معهد إعداد المدرسين ( رسم) إلى جانب عملي برسوم الأطفال المتحركة صقل تجربتي.
وعن سؤالنا هل للرسم طقوس مثل الكتابة، خاصة الرسم للأطفال، أجابت: انعزلت أسبوعاً كاملاً مع الأطفال، وعدت إلى طفولتي أيضاً... كما أنني صرت أحاور الأطفال... أعطيهم على سبيل المثال تفاحة وأسألهم ماذا ترونها... انتقلت حياتي من حياة الكبار إلى الصغار وعشت مرحلة رائعة، مع الاهتمام الكبير بتأثير الألوان على الطفل، وتدرجاتها، حاولت أن أعمل بأسلوب مبسط جداً... وواضح جداً وبألوان جريئة... ويشرفني أن أكون من أسرة أسامة التي تربينا عليها.... هذا الصرح الطفولي الكبير.
من المشاركين: أنمار علواني من القامشلي - رزان عبود من دير الزور - توفيق موسى من الرقة - ميادة وردة من سلمية - هنادي أبو حميدة.

قمر صبري الجاسم