(الخَاطِبَة) الذَكَر

على خلاف العادة الدارجة عند أهل الحي، فلم يرسل أهل العريس (خاطبة) من نساء الحي المعروفات بمهارتهن بشد الشعر وتحسس الصدر والاقتراب من فم الفتاة للتعرف على زكاة نفسها، بل بعثوا ب (خاطبة) من الرجال، وكان رجلاً ممن يُشهد لهم بالشجاعة والذكاء والاستقامة والكرم وروح النكتة، كزيادة. وقد علم من بعثه، مكانته عند أهل الفتاة.

لم يخبرهم الرجل بمن بعثه، ومن هو العريس الحقيقي، ولكنهم فهموا أن في فضاء تلك الزيارة، يوجد عريس.

دخلت العروس الى الديوان تحمل القهوة على الطريقة المعتادة، فانبهر صاحبنا من طولها وحسنها وتوازن جسمها وإشراق ابتسامتها، فأوحى له هذا المشهد، بفكرة كما توحي المناظر الخلابة للشعراء في قرض الشعر.

وبعد التباحث في أدق التفاصيل، وتساهل أهل العروس، في قيمة المهر، وحتى عدم اعتراضهم إن كان العريس متزوجاً أم لا، أفصح صاحبنا عن اسم العريس، وقال: إنه أنا..

بارك له أهل العروس، وعقد القران، وتم الزفاف، وانتشرت القصة في الحي، فلامه من لامه وعاتبه من عاتبه، فرد انتقاداتهم باللين أولاً، ثم هدد بالقانون، من يغمز بأحقيته بعروسه، أو حتى بتصفيته إن أصر على ذلك، حتى لو كانت التضحيات التي قدمها من أجل عروسه غير جليلة!