9ـ باب فضل السحورِ وتأكيد استحبابه، واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر

الحديث (1095) حدثنا يحيى ابن يحيى قال: أخبرنا هُشيم، عن عبد العزيز ابن صهيب عن أنس... وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وزهير ابن حرب عن ابن عُلية، عن عبد العزيز عن أنس... وحدثنا قتيبة ابن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة وعبد العزيز ابن صهيب،

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((تسحروا فإن في السُحور بَرَكَة)) [أخرجه البخاري 1923]

قوله صلوات الله عليه وتسليمه: تسحروا فإن في السحور بركة، فهو حث على السحور، وتبيان استحبابه، وليس واجباً، لكن في السحور بركة، تأكيد على استحبابه.. أما البركة فيه، فإنه يقوي على الصيام وينشط له وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام لخفة المشقة فيه على المتسحر فهذا هو الصواب المعتمد في معناه وقيل: لأنه يتضمن الاستيقاظ والذكر والدعاء والاستغفار وربما توضأ صاحبه وصلى أو أدام الاستيقاظ للذكر والدعاء والصلاة أو التأهب لها حتى يطلع الفجر.

الحديث (1096) حدثنا قُتيبة ابن سعيد، حدثنا ليث، عن موسى ابن عُلَّي، عن أبيه، عن أبي قيس مولى عمرو ابن العاص
عن عمرو ابن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أَكلة السَّحر))

ومعناه أن من بين ما يفرق بين صيام المسلمين هي أَكلة (بفتح الألف) السَحَر، وقد نطق بها القاضي عياض بضم الألف (أُكلة) كما هي دارجة في بلاد المغرب، أما الأُكلة في بلاد المشرق فهي اللقمة الواحدة بعكس الأَكلة بفتح الألف التي تعني الطعام..

الحديث (1097) حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن هشام، عن قتادة، عن أنس
عن زيد ابن ثابت قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا الى الصلاة. قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية [أخرجه البخاري 575؛ 1921].
ويفهم من هذا الحديث الحث على تأخير السحور، حيث أن مدة قراءة خمسين آية ليست بالكثيرة.

الحديث (1098) حدثنا يحيى ابن يحيى، أخبرنا عبد العزيز ابن أبي حازم، عن أبيه.
عن سهل ابن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) [ أخرجه البخاري 1957]
معناه: الحث على تعجيله بعد تحقق غروب الشمس، ومعناه أيضاً أن أمر الأمة لا يزال منتظما وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة وإذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه.

الحديث (1099) حدثنا يحيى ابن يحيى وأبو كُرَيب محمد ابن العلاء، قالا: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة ابن عمير، عن أبي عطية، قال:
دخلت أنا ومسروق على عائشة، فقلنا: يا أم المؤمنين! رَجُلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة، والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة، قالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قال قلنا: عبد الله ابن مسعود، قالت: كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زاد أبو كُريب على الحديث: والآخر هو أبو موسى الأشعري.