الدكتورة بنان دركل الغالية
سيدتي العزيزة : اطلعت على الرابط المتضمن موضوع لماذا تعامل المرأة المطلقة كعاهرة في مجتمعنا العربي.
في الحقيقة وجدت بعض المبالغة في مقال الكاتبة، وماتفضلت بذكره لا يخص كل البيئات العربية ، والنظرة حول المطلقة تغير كثيراً في أيامنا هذه ، فلم تعد النظرة إليها كما سلف ذكره، كما أنني أعرف الكثير من الأسر تساعد بناتها للتخلص من زوج سيء لا تحتمل الحياة معه، وكثير من الآباء يطلقون بناتهم من أزواجهن السييء السمعة أو الفاشلين أو الذين يعتمدون الضرب كوسيلة وحيدة لإجبار زوجاتهم على القيام بأعمال معينة، وهناك الكثير من الأشقاء لا يقبلون أن تضرب أخواتهم عند أزواجهن.
فالمرأة المطلقة اليوم، وفي كثير من البيئات العربية ماتزال تحتفظ بكرامتها، سيما بعد انخراط المرأة ومشاركتها الفعالة في الحياة الاقتصادية.
الكثير من النساء اليوم مستقلات اقتصاديا، والاستقلالية الاقتصادية ساعدت المرأة على تبني نهجا خاصا بها في الحياة.
كما أن نسبة المتعلمات فاقت نسبة المتعلمين من الذكور وكل هذا كان له الدور الكبير في خيارات المرأة، وحتى في خيارها لطلب الطلاق.
لاشك أن المرأة المطلقة تعاني بعض الأحيان من تصرفات البعض الشواذ من الرجال ، لكن هذه ليست حالة عامة، والمرأة هي نفسها المسؤولة عن نظرة الرجل إليها، فعندما تكون مستقيمة لن تسمح للرجل بالتحرش بها ، وإن كانت غير ذلك فهي من يعطي الفرصة للرجل بانتهاك حرمتها.
كما أنه لا يمكننا أن نغير النظرة لإمرأة معروفة بالعفاف والصون ونحولها إلى إمرأة عكس ذلك بمجرد أن أصبحت مطلقة.
المرأة العفيفة والمحترمة تبقى كذلك حتى بعد طلاقها ، والمرأة المجردة من صفات العفاف تبقى نظرة اللاحترام تلاحقها حتى لو كانت متزوجة.
لا يمكن أن نعمم النظرة السلبية للمرأة المطلقة، لأن التعميم هنا خطأ فادح.
حتى إن نظرة الأهل ونساء الأسرة التي لديها إمراة مطلقة لا تعامل بذات الوحشية التي أتت في المقال المذكور، كما أني لاحظت أن بعض النساء المطلقات تزوجن ثانية وشكلن أسرا ناجحة.
إضافة إلى ذلك أنا ضد أي إمرأة توافق على استمرار حياتها مع زوج لا يقدر قيمة الحياة الزوجية أو يتعرض لها بالإهانة والضرب والشتم أو حتى ابتزازها بأي طريق كان.
في النتيجة: النظرة للمرأة المطلقة تغيرت مع تغير الكثير من القيم المفاهيم في الحياة ومع التغير الاقتصادي الذي شمل المرأة وجعلها مشاركة وفعالة في الحياة الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية وفي كل المجالات.
هذا رأيي ووجهة نظري الشخصية التي لامستها ولاحظتها عن قرب وعن معرفة بالبيئات السورية على مختلف أنواعها وبمختلف مناطقها.
هناك نساء سيئات السمعة ونساء طيبات السمعة والنظر إليهن بعد الطلاق لا يختلف عما قبله،فالسيئة السمعة والتي تصبح مطلقة بناء على تصرفاتها الشاذة ستبقى النظرة إليها على أنها سيئة إلى أن تثبت العكس واللوم هنا يقع على تصرفاتها التي تجبر النظرة العامة للمجتمع على تنبيها.
والطيبة السمعة تبقى طيبة السمعة حتى بعد طلاقها وتصرفاتها الأخلاقية هي التي تجبر المجتمع على احترامها أو لا.
شكراً لك دكتورة بنان
لك محبتي واحترامي