القهوه:

[]
لا حاجة لقهوة ما دمنا لا نزرعها

عذرا... يا سيدي يا رسول الله
لقد أهانوك / ولم نفعل شيئاً يستحق الذكر ...
وأقول إن إهانة الرسول الكريم.. بدأت من عندنا.. وتنتهي عندنا
جاءت تلك الرسوم المسيئه للرسول صلى الله عليه وسلم.. ربما لتكشف مدى عرينا ومدى إتساع مساحة مأساتنا ...جاءت لتفتح عيوننا المقفلة على حقائق قاتلة بوضوحها.. بأننا نحن.. نعم نحن
وبكل ما بالصراحه من صراحه... نحن من يسيء للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.. تلك الرسوم إن عبرت عن شيء
فانما تعبر عن إنحطاط راسميها وإنحطاط قيمهم دونأادنى تعميم في ذلك..
لو أزحنا قضية الرسوم جانبا لأنها أتفه من أن تكون قضية تشغلنا...
لأنها كنباح كلاب على قمر فضي ينير السماء..
وعدنا الى أنفسنا محاسبين معاتبين متفحصين سائلين سوف تذهلنا الحقائق..
من يسيء كل يوم للرسول صلى الله عليه وسلم هو نحن من محيطنا الى خليجنا من صغيرنا الى كبيرنا.. ومن غنينا الى فقيرنا..
لاننا لم نسأل انفسنا ولو لمرة واحدة وبصدق..
من نحن.. وما دورنا.. وماذا نريد..؟؟!!
ولنطرح هذا السؤال الآن..

الجواب:
من نحن.. لا نعرف
ما دورنا.. لا نعرف..
ماذا نريد.. لا نعرف..
وبلحظه واحدة وبأعقاب تلك الرسوم أفاق العالم الإسلامي منتفضاً وقد راعه ما رأى..
محاولا بذلك قذف الكرة الى ملاعب الآخرين.. وكأن الحل مطلوب من الآخرين


فهل لو كانت تلك الرسوم مادحه للرسول صلى الله عليه وسلم كانت أوضاعنا سوف تتغير..
وهل الرسول الكريم بحاجة الى نصف رسام كاريكاتير خائب ليحرك مشاعرنا ...!؟
ولهذا.... أين المشكله وأين نقاط التوازن وأين تكمن العلل..

للغرب مصالحه.. أين مصالحنا نحن؟؟
أنظروا الى خارطة وجودنا وجغرافية حياتنا..
وطن مقسم بالأسلاك الشائكه ونقاط الجمارك والجيوش والأعلام والعواصم.. وحراس الحدود ..
والشرطة السرية وأجهزة القمع والقهر والتجويع والتركيع...
وطن مزابله ومقابره تحتل الحيز الأكبر من مساحة كيانه
وطن فيه الإنسان مقموع وأخرس وأطرش وأعمى وكسيح يبحث كل يوم عن أصابعه وفقرات ظهره

وطن يحكم حتى الآن بقوانين الإنتداب
وطن غائب عن حضوره حتى هذه اللحظه..
لماذا نطلب من الآخر.. دفع فاتورة الذل والخضوع والعبودية..

ما حدث وما يحدث على امتداد الوطن العربي والإسلامي باعقاب تلك الرسوم لم يكن إلا محاولة لذر الرماد في العيون ومحاولة تحويل الرساله الى عنوانها غير الصحيح..
فما معنى أن نحرق حافلات الركاب القديمة بشوارعنا / وفي اليوم التالي نهرول لإستيرادها من عندهم
وما معنى مظاهرات الجماهير الغاضبه وتكسير الزجاج الذي سنستورده من عندهم
هذا هو العنوان الغلط للغضب العارض ... العابر ... اللامفهوم ...
والعنوان الصحيح هو نحن.. والمطلوب أن ندفع تلك الفاتورة التي حولت الينا بغية دفعها دون نقصان..

فالرسوم كشفت للمرة الألف بأننا نحن لسنا نحن..
لا زلنا نأكل مما لا نزرع..
ونلبس مما لا نصنع..
اذ كيف اكتشفنا فجأة اننا نستورد الأجبان والألبان ومشتقاتها لمعظم دولنا
وان شعوبنا وعقولنا لم تصل الى حد تصنيع الزبدة وتعليب الباذنجان..
إن الوضع الراهن مخيف حد الإرباك..
وموجع الى حد المهزله..

الرد على هذا الوضع باعتقادي لا ينبغي أن يكون ردا على الرسوم فالرد على الرسوم قد يكون برسوم
وعلى القصيده بقصيده وعلى الجريده بجريده
الرد يجب أن يكون... ردا على فكرالغرب والظلم والقهر والذل والغياب.
ردا على الفكر الإستعماري
ردا على الفكر الإنتدابي
ردا على مجمل القضيه وبكل أبعادها وحذافيرها..
الرد ينبغي أن يكون جوهريا وليس قشوريا..
الرد ينبغي أن يكون بطوليا وليس انهزاميا..
أردوغانياً / وليس عمرو موسوياً
استراتيجيا وليس تكتيكيا..

واليكم هذا الرد دون إسهاب..
على العالم الإسلامي أن يعلن منذ اللحظه وحدته الجغرافيه, السياسيه, الاقتصاديه والعسكرية الشامله بأقل ما تكون وحده على غرار الوحدة الاوروبيه فنحن يوحدنا ضعف العوامل التي توحدهم..

على العالم الإسلامي منذ اللحظه أن يضع استراتيجيه موحدة متكامله للقضاء على إنتمائه للآخر, بحيث يأكل مم يزرع, ويلبس مم يصنع, تحت علم واحد وجيش واحدوفكر واحد.. من ماليزيا حتى المغرب بحيث لا يبقى جائع ولا مسجون ولا ضائع ولا مقموع ولا قامع..

لا ينبغي أن يكون الأمر عابراً..

بل ينبغي أن يكون الإسلام حاضراً في كل شيء..
وما أكثر شيوخنا الذين تعب الكلام منهم.. ولم يفعلوا شيئا في هذا المجال..
ينبغي لرسالة الإسلام أن لا يتم تغيبها أكثر مما غابت..
وأن ينتقل الإسلام من الجدل والملل / الى العمل
نحن أولى بالرسول منهم.. بل وبكل الرسل
والمعادلة:
أن نجعل كل ما عندنا خيراً من عندهم
بأن يكون أيتامنا خيراً من أيتامهم
ومدارسنا خيرا من مدارسهم
ومستشفياتنا خيرا من مستشفياتهم
وزراعتنا خيرا من زراعتهم
وصناعتنا خيرا من صناعتهم
وأن نصدر اليهم أضعاف ما يصدرون إلينا
وان نحترم رموزهم ومبادئهم أكثر منهم

لأننا لسنا مثلهم اخلاقيا لاننا تربينا كما علمنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم على مكارم الاخلاق..
نعم ستكون شعوبنا أرقى من شعوبهم
وأنظمتنا أرقى من أنظمتهم
وسيختفي الفساد والظلم والقهر عندنا
وسنصعد الى القمر
وسنصعد الى النجوم
وسنبني المفاعلات النوويه
وسنمتلك جيوشا ضعف جيوشهم
وسنقول لهم.. ذات يوم..
على لسان ربعيّ بن عامر جديد :

من خليفة الإسلام الى كبير الكفار
إسلم.. تسلم..
هذا هو الرد
بل هذا هو الواجب
وهذا هو أقل ما يكون
لكي ننصر رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم..

وأما ما هو أدنى من هذا...وما هو غير هذا...فهو ...... هدر ومضيعة للجهد والوقت
وذر رماد في العيون...التي أثقلها الرماد...وارهقها السواد والحداد..



الشعر:يا سيدي...!

هو فوق الكلام

وفوق الرسوم

وفوق الصور..

هو سيد الأنام

هو خير البشر

فلماذا جعلتموه..

بعض شيء تافه

يقايض بالأجبان

ويقايض باعتذار

لمواقف البقر

هو سيد الأنام

هو خير البشر

**

إن شئتم...أن تذودوا

عن شرف الرسول

فعودوا للكتاب

وعودوا للشرائع...ودققوا النظر

بتاريخ مجيد...واقتفوا الأثر

فتلك خطاه..ترسم للناس

مكارم الأخلاق...ومنابع الفكر

**

لا تسحقوا لو زهرة

لا تقلعوا لو شجرة

لا تظلموا إنسانا

لا تقتلوا حيوانا...لا تفسدوا مطر..
***

وارفعوا الرساله

رسالة تعالى

خفاقة كالغيم

تضيئ بالشموس

جهالة البشر

كي تعصف بالظلم

وتمسح الظلام...وتنير البصر
***

وابدؤوا من عندكم

احرقوا المزابل

وانصفوا الأيتام

وارحموا الأرامل

وازرعوا واصنعوا

واجعلوا الصحراء

حقولاً تفيض...بالقمح والشجر

**

وانصفوا المظلوم

وحولوا الهموم

لفرحٍ وصبحٍ

يوقظ النفوس

بالجد والسهر

**

ولا تكونوا شيئاً

فاقداً معناه..

كأذناب تسير...ما لها اثر

بل املكوا الزمام

زمام الأمور

واعصفوا وثوروا

واقلبوا الأشياء

من شرٍِ لخيرٍ

لتكونوا مبتدءاً.. لكلِ خبر

***

( ولا أشك أبداً .. أن الزوبعة سرعان ما ستهدأ.. وكأن شيئاً لم يكن .. تذكروا... !!!! ياه كم صدقت..)