عدتُ للقناديلِ مِنْ جديدْ

فلَقدْ عدتُ إليكمْ منْ جديدْ
وسوى الحب فؤادي لايريدْ
جئتكم أحملُ خبزي وقصيدي
أسكنُ الحرف الذي ينبضُ مابين وريدي
أرفعُ التاريخ تاجاً ,
أثرٌٌ فيه ومجدٌ من قرونٍ لجدودي
أحفظٌ ُ (التيسير)1 حفظاً
والمقامات التي قد أبْدَعتها (الضمدية)2
ونقوشات الهوى منذ عصور بابلية
2
إنني جئتُ وفي القلب هوىً يسكنُ في عُمقِ وريدي
(للقناديل) التي تُشْرقُ بالشّعرِ وبالفكرِ الجديد
جئتُ من جازانَ حرفاً عاشقاً يهتفُ هلاّ من مزيد
جئتُ من جازان حباً
مهنتي الشعر ولا أعرف في الدنيا سواه
كل همي رشفة الحرف الذي يُسكر شعري
وقوام اللفظة البكر وتدبيج البديعْ
ليس لي أي صنيع
لا ولا أملكُ مالا ًغير شعري
تارةً يأتي جميلا ولطيفا مثلما يأتي الربيع
تارةً ينكأ جرحي ويعيد الوجع الراحل عني , إنه السحر البديع
3
إنه الحرف الذي يسكنني
والذي علمني الحرف أبي
منذ أن كنت صغيراً
أضع الحرف على الحرف لتأتي الكلمةْ
ثمّ تأتي كلمةْ
عندها أصدرت قانوناً لكل الشعراء
أن يكونوا أمراء,
ثمّ كانوا,
ولهذا بايعوني ملكاً رغم الملوك الجبناء
4
لم يدمْ ملكي طويلاً
أنتِ أدرى
عندما جئتِ إلى مملكة الشعر تركتُ المملكةْ
لعيونٍ وقوامٍ أنتِ أنتِ الملكةْ
وإذا قالوا لماذا ؟
سأجيب , إنها (ستُّ النساء)
إنها سرُ الهواء
إنّها البسمةُ والقبلةُ والسحر المثيرْ
إنّها سرُّ السعادةْ
وهواها يرتقي حتى العبادةْ
إنّها.......
بل إنّها......
فاعذروني إنْ تنازلتُ لأجل امرأةٍ
إنّها أنثى وإني أحرق الدنيا لأجل امرأة هل تفهموني
هي أغلى , هي من تسكن في وسط عيوني
فاعذروني
فاعذروني
هي صحوي , هي غيمي
هي فكرٌ هي عقلٌ
هي أنغام جنوني
ولهذا أستقيل
أستقيل
أستقيل
شعر/ خالد بن علي البهكلي
:
:
:

1- التيسير كتاب في الحديث ألفه العلامة الشيخ عبدالرحمن بن علي البهكلي سنة 1275هـ
2- الضمدية هي مقامة ضمدية مؤلفة من القرن الحادي عشر ألفها العلامةالشيخ الحسن بن علي البهكلي جعلها صاحبها تدور في حوار بين نخلةٍ وكرمة بأسلوب بديع