أوائِلُ البُشْرى

أتبلى من الجرح العتيق العواطف=ومن ورقي المحروق تُعفى الصحائف
ومن حسرات الطين والتيه قابض=على أفقي المذبوحِ تُرجى الزخارف؟
بِدَأْبٍ خَريفيِّ الفوانيس ليلتي=تهيب بمن ظلمَ الغياب تقارفوا
وقد جنَّ صيف واعترى الكرم غصة=وهذا فمي من آخرِ اللومِ آسف
ولم أنتهك من عاثر النوم رؤية=ولا راودتني بالخيال السوالف
أخبئ ظلي في كشاكيل حنطة=مؤونة أطفالٍ كَرى الحبر خالفوا
وتلهو بها الممحاة، مِنْ وَفْرِ وَقْتِها=تمارسُ حَذْفَا ما رَعَتْهُ الوظائفُ
فلن يستغيث الجبُّ مهما تعارضت=أو استعرضت تقشير حلمي المصايف
******************=*****************
شكيمة تأنيب الحقائب أجفلت=وما عدت باللوم الغرور أجازف
لي الحق في توفير يومٍ محايدٍ=ترى فيه منهاجَ الصفاء المعارف
وأضرب أكباد النجاوى إلى التي=بأخلاقها أهلي وأهلي تعارفوا
أمن لعنة التنور غيضت مراكبي=وبيني وحبل الود موتي المشارف؟
وتدرين من نوح بعشقي سخونة=وطوفانه من جانب الطور لاهفُ
على جسدي مُرِّيْ بأقصى مشيئة=فإنَّ انزلاقي في خُطَا البينِ ناشفُ
فهل ترجع الهمسَ الشهيد انتفاضةٌ=بِمحضِ دمٍّ ثغرَ الجروح تُكاشفُ؟
وهاهي أطلالي بشعري تناثرت=وجفَّتْ على جدرانِ صوتي الطرائف
من الآه حتى مطلع الهجر في دمي=ضياعي عليه الشمعُ دربا تَذَارفُ
********************=*******************
على قَدَمَيْ ليلٍ تساقطتِ يا رؤى=وحلمي، كما يبدو، من الفجرِ خائفُ
هو الموت في غابات عمري معربدٌ=وشريان موتي شارع الوصل نازف.
وهل من كؤوس بعد تحطيم جرَّتي=ألملم صحوا جانبته المراشف؟
ومِنْ شطحةِ الأوجاع أبني أُخُوَّةً=ذووها نقيبَ العارفينَ تَخاطفوا؟
وظنِّي بأن البئر عرَّتْ نفوسهم=وإذْ سمنة الأغلال فيهم تَضَاعَفُ
نمتْ يا الهدى من تحت أنقاض غلِّهم=صدورعلى نيرانِ حقدٍ تَرَاجَفُ.
ففي أي صَلصَال أُفَتِّشُ عن غدي=إذا غلـَّفته بالضَّبابِ المتاحف؟
جُنُوْنِي بدينٌ كلَّما غامَرَتْ بِهِ=سبيلي، تحدَّتـْهُ أمامي المَواقفُ
فيا نغمةً خضراءَ يزهو بها فمي=وتأتي بما لم تستطعه المعازف
دمي هكذا في موطئ الهجر صابئ=ولا شك نبضي فقهَ حبي يُحالف
وعشقي رقيق لا يطيق ضراوة=على حرقه أهل الفتاوى تحالفوا
******************=*******************
تناصبنا ريحٌ رمادا، أُعِدُّهُ=شريكا لبرد، حوله الماء راجف
وفي معطف الغيم الذبيح مدافئ=وإنْ فَرَّقتهُ بالشَّتاتِ الطَّوَائِفُ
كأن مخاض الغيم قد فاجأ الثرى=بعطر عليه الياسمين يُشارف
فلله فجرا صافحته يد الهدى=بميلادها والبِشْرُ بالشمسِ طائف
ولله يوما عانق الشمسَ صبحُهُ=بأغرودة شقَّتْ مداها الهواتف
ولله تجويد الكؤوس كأنه=تمائم مشروب رعته العوارف
أغان إليها الناي يجري مغردا=ومن لحنه دمع الهدى يتكاثف
وأدَّى صلاة الشعر بحر تؤمه=معان بها ساوى الدموعَ التخالف
مناديل من لون البشارات طُرزت=بغزلان حسن حركتها السلائفُ
فكم كان محظوظا بتدوين صرخة=سِجِلٌّ بتخليد المواويل عارف
ودوَّنها في دفتر الطهرِ حُرَّةً=تباهت بها عند الأصول الخلائف
بقيلولة الألحانِ ألقى بمهدها=مناغاةَ أسراب الحمامِ التآلف
بيوم فريد الطل تختال وردة=وترتع ما بين الأقاحي المشارف
قناديل بشرى من سماء تنزلت=يحيط بها من كل عيد مرادف.
لمحتك يا عينيَ طهراً وعفَّة=وروحا على أطرافِ قلبي تُشارفُ
تسوَّلت من عينيك لونَ انتباهة=فشرَّعَ في وجهي القبولَ التَّحالفُ
فهل لي سوى عينيك آوي إليهما=إذا السعد جافاني وحظي آزف؟؟؟
فمن أجلك الميلاد أضحى سعادتي=وشمعي لأصناف المسرَّات كاشف
******************=********************
بنوم رشيقٍٍ هل أعيد أصابعي=لأطرافها إن زال عنها التعاطف؟
وسارعتُ في تفويض عيني قِبلة=بها القلب بين العشق والحب عاكفُ
ألوب ببيت الشعر يومين في فمي=وصوتي على عكازةِ الصمت واقف
وما أطرقتْ سكرا نهايات حيرتي=وأوُّلها من هاجس الصحو تالفُ
هدى ،الأمل المسكين يحتاج لمسة=كما الغصن يبدو قد برته العواصف
أما آن للزحف المقدس يا هدى=وصولا إلى بيت به النور راسف؟
أنادي إذا ضيَّعتُ وجهي بغربتي=على من يحاكيها العفافُ المُضاعَفُ
أتمنحني غيرَ احتراقي بنارها=وتمشي ورائي بالدُّخَانِ اللفائف؟
******************=*****************
حكيمُ أناتي غيرُ مُعْتَرِفٍ بِه=جُنُونِي وعن مرأى الحقيقة عازف
وأهلي وأصحابي وهمي ووحدتي=وحظي كما شاهدتِ ضدي تكاتفوا
شراعي حَديثُ البحرِ والرّيْحُُ أَوَّبَتْ=وحولي حزامُ الماءِ بالملحِ ناسفُ
وَأعبر في دهليز مرآة وجهتي=لعل ارتشاح الظل وجهي يصادف
بضوء رخيم قابلتني قصيدة=وصيفاتها من كل حسن تزاحف
لها آيةٌ تَسْتَفْتِحُ الطيرُ لحنَها=وتثني عليها بالطهورِ المصاحفُ
إذا رفرفت بالشوق منها حمامة=فأنَّى لجنح العشق أفقي يُخالف
تسنَّى لتأويلِ الفناجين أن يرى=حظوظي، بها من نكهة السعد وارفُ
تداعت علينا نشوة البدر حينما=تداعى على وجه العذولِ التَّراجف
وحيدةَ قلبي كيف لا أمتطي السما=إليك وتجري بالحنايا العواطف؟
خذيني إلى بيت الهدى لا أريدني=فإن احتمالي الكفر من بعدُ زائف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11/10/2009 الكويت.