المــــــــرأة من منظور عالمـــــــــي
في ملتقى النحت الدولي الواقعي في قلعة دمشق جمال المرأة وروحها...المحور الأساسي لملتقى النحت الدولي الواقعي على الرخام ، يجسد فيه فنانون من العالم هيكلاً جمالياً للمرأة من وحي رؤيتهم وثقافتهم وذائقتهم الفنية، من (سورية - ايطاليا- استراليا- أوكرانيا- الاكوادور- سويسرا- اسبانيا- فيتنام...).
البعث زارت قلعة دمشق (موقع العمل) وتحاورت مع بعض المشاركين...

صور متنوعة للمرأة
أكثم عبد الحميد منظم الملتقى يقول: أغلب الملتقيات النحتية الدولية، تميل نحو التجريد، لذلك ارتأينا في هذا الملتقى أن يتخذ منحى آخر، وهو التيار الواقعي الأقرب إلى ذهن الملتقى، لأنه يبتعد عن الغرابة والعمق الفلسفي، بينما يتخذ التجريد شكل الكتل الهندسية، ويوجه نحو المتخصصين والمهتمين بالثقافة التشكيلية، أي لشريحة معينة من المجتمع، والفن اليوم عالم مفتوح على جميع المدارس (الواقعية - الرمزية- التجريدية)، ويستطيع الفنان أن يدمج بينها كما يرغب.
المحور الأساسي للملتقى هو المرأة التي سيجسدها كل فنان وفق منظوره الفكري وإحساسه وثقافة بلده، لذلك سنحصل على صور متنوعة للمرأة من اتجاهات مختلفة، وحاولت أن أشمل دول العالم قاطبة، فاخترت أشهر النحاتين العالميين، وبعضهم لديه منحوتات أصبحت مشاهدات عالمية، واعتمدنا حجر الرخام الايطالي مادة أساسية للعمل، وبعد ختام الملتقى في 10 /8، ستزين المنحوتات الفضاء السوري، وتغدو دمشق مدينة حاضنة للإنتاج العالمي النحتي، وسيكون بمثابة معرض دائم لأهم الأعمال، وستوزع على شوارع وساحات معينة، تستوعب النحت الواقعي.
أما مشاركتي فهي منحوتة المرأة السورية المستوحاة من البيئة البحرية وتموجاتها، تمثل عدة قضايا إنسانية تتعلق بسيكولوجية المرأة، وتلخص الحب والعطاء والأمومة... وسأركز فيها على هذه الجوانب الإنسانية مع الاهتمام بالشكل الجمالي طبعاً.

ما بين الحلم والحقيقة
محمد بعجانو من سورية: يتسم هذا الملتقى بسبغة الواقعية والرمزية، ومن وجهة نظري أرى أن التعامل مع الحجر ممتع وصعب في الوقت نفسه، ويمتلك إمكانية (الشخصنة) ضمن المفاصل التي نريدها محوراً أساسياً للتشكيل النحتي، وأنا لا يهمني نوع الحجر ، أهتم بالدرجة الأولى بالحفاظ على خصوصيتي.
ففي كل الملتقيات من يطلع على منحوتتي يعرف أنها لمحمد بعجانو دون أن أدوّن اسمي عليها... وفي هذا الملتقى أجسّد جمالية المرأة من رؤيتي ومخزوني الثقافي المستوحى من عشتار آلهة الحب والجمال.. إلا أن الشيء الجديد هو اشتغالي على إظهار روح المرأة، وعكس كوامنها الداخلية، وإحساساتها المتماوجة ما بين الحلم والحقيقة والواقعي والتخيلي، وأود أن أنوّه بأن النحت الواقعي يرتكز على تشخيص (الموديل)، ويختلف عن مفاهيم النحت الكلاسيكي.

عروس البحر
فرانكو داغا- استراليا:
هذه المرة الرابعة التي أشارك بها في ملتقيات النحت العالمي في سورية:الأول في اللاذقية، والثاني في مشتى الحلو بإشراف الفنان فارس الحلو، وملتقيان في دمشق، وقد منحني تكرار سفري إلى سورية إحساساً بالراحة، لاسيما أن الشعب السوري ودود جداً، ما دفعني لأجسّد منحوتة من روح البحر من خلال هيكل جسدي جمالي لفينس ملكة البحر عبر الأساطير، وهي منبثقة من البحر، ومحاطة بالورود، مظهراً نصفها الأنثى، ونصفها الآخر السمكة.. إنها وفق التسمية الشعبية لها (عروس البحر)... وبالنسبة إليّ الحجر الايطالي ليس بعيداً عني، وأنا أفضل التعامل مع الحجر ككتلة طبيعية، لذلك أبتعد عن التقنيات الكهربائية (المنشار الكهربائي)، وأفضل التعامل مع الأدوات التقليدية القديمة (المطرقة، الازميل) أسوة بالنحاتين القدامى الذين كانوا يمضون سنوات لإنجاز منحوتاتهم.

الأمومة
ماريوتا بيار من الاكوادور: أنا من الاكوادور ، لكنني أعيش حالياً في ايطاليا، وقد شاركت سابقاً في ملتقى النحت في مشتى الحلو، وأعجبت بالفن السوري وجمال طبيعة سورية وتاريخها، أجسد منحوتة ( الأمومة) ، وهذا العمل يتصل بوجه من الوجوه بعملي ( العذراء) الذي اتخذ صفة العالمية، ووصل طوله إلى 6 أمتار ، يمثل السيدة مريم ،عليها السلام، موجود في مدينة سانتا ماريانا، طبعاً جاء هذا العمل بعد خبرتي المتواصلة بعالم النحت طيلة عشرين عاماً.

ثنائية المرأة
ميخايلو ليفشينكو- أوكرانيا : أنا سعيد جداً بمشاركتي في هذا الملتقى ، لاسيما أن سورية مهد الحضارات والديانات، وتمثالي يجسد حالة تقلب مزاجية المرأة من حالة إلى حالة، ويظهر ثنائية لامرأة واحدة ، لها وجهان.. تأتي مشاركتي بعد ثلاثة عشر ملتقى دولياً في اليابان وأمريكا وكندا واسبانيا ، لكن ما يميز مشاركتي في هذا الملتقى أنني بدأت بمرحلة جديدة على صعيد الأسلوب والتقنية والحداثة التشكيلية.

نصفنا الآخر
ريمو بيلتي- ايطاليا: هذه المرة الأولى التي أشارك بها في ملتقى دولي في سورية، وأنا سعيد جداً لأنني على تماس مباشر مع الحضارة الرومانية الأولى، وفن العمارة الذي اشتهرت به سورية ، إذ راقني المسجد الأموي بكل أجزائه، أعيش في مدينة رديو اميليا، ولديّ الكثير من الأعمال المعروضة في أمريكا وإيران ودول أوروبية مختلفة، أجسد في منحوتتي المرأة الأم التي تختزل كل المشاعر الوجدانية واقتربت أكثر من عالم المرأة الواقعية التي تمثل نصفنا الآخر، ونراها كل يوم، المرأة الأم والزوجة والأخت، وابتعدت عن الأساطير، إلا أنني استوحيت جمالها من فينوس آلهة الحب والجمال، وفي هذا الملتقى نتعامل مع الحجر الايطالي، وأنا أجد سهولة بالتعامل معه، كنت أتمنى أن أتعامل مع الحجر السوري، والجدير بالذكر أنني في كل ملتقى أحضر معي حجراً صغيراً من مزرعة والدتي، أرميه في النهر على صعيد الذكرى، وبالمقابل آخذ معي حجراً صغيراً أرميه في نهر ريو آربيرور الذي يجري من نبع خاص، وهو مليء بالحجارة التي أحضرتها من مختلف دول العالم.

ملامح المرأة السورية
فيكتور كوباش- بيلاروسيا: أبحث في منحوتتي عن ملامح المرأة السورية الساحرة التي تتصف باللون الحنطي والعيون اللوزية والشعر الطويل، والقوام الممشوق، والرومانسية التي تكتنفها، سيكون تمثالي ساحراً من وجهة نظري، وأتمنى أن تدهش المرأة السورية حينما تراه... والجدير بالذكر أن الفنان يعمل منذ أربع عشرة سنة في مجال النحت والترميم، ويرمم حالياً متحف (اسكور بيلاروس).
هذه المنحوتات تصوّرات في ذهن الفنانين ودخلت مراحل العمل الأولى، وتخضع بالتأكيد لتغيرات إحساس الفنانين وأوضاع العمل التنفيذية .

متابعة: مِلده شويكاني
ترجمة : قمر النجار

http://www.albaath.news.sy/user/?id=900&a=80909