الانسان اصله قرد

انا انتمى لجنس البشر
لكن الله خلقنى.. قرد
انا لااتصرف مثل القرود
واحاول ان اتصرف مثل البشر
واحمد الله لانه لم يخلقنى اسوأ من القرد
كانت هذه كلمات حامد....
..وحامد هذا شاب فى الثلاثينات من عمره تكمن فى داخله بعض العقد النفسية ولا يشعر بذلك الا من يغوص فى اعماقه ورغم كل النجاحات التى حققها فى حياته الا انه لا ينظر الا للحظات الفشل والغباء اى انه كما يقال لا ينظر الا لنصف الكوب الفارغ
وكلمة قرد يستخدمها للتعبير عن حالة الفشل وعدم الرضا عن النفس التى يشعر بها
وفى احدى اليالى ابتسم القمر ابتسامة خبيثة تحمل كثيرا من معانى السخرية والتحدى وجلس على قائمة المتفرجين وحوله كوكبة من النجوم والكواكب جلسوا فى سكون وصمت يترقبون ما سيحدث ،.لم يقطع هذا الصمت سوى صيحات الكروان تجلجل فى السماء كأنه يقدم موسيقى تصويرية فى انتظار بداية الاحداث
فى تلك الليلة كان حامد يسير على مهل فى احدى شوارع اطراف المدينة يركل بقدمه بعض احجار الطريق ويفكر فى حاله ويتحصر عليه .
كان حامد فى اشد لحظات الصراع مع النفس ويتأرجح رأيه فى نفسه مابين انسان وقرد ..احيانا يقول لنفسه ما هذا الجنون انا انسان طبعا لايهم الفشل مره او مرات كل انسان معرض للفشل ثم يتغير رايه ويقول انا لا احظى بكثير من الذكاء ..انا اتصرف بغباء ....خلقنى الله قرد هذا هو حالى
وبينما هو فى هذا الصراع قذفت السماء فى طريقه بفتاة تستغيث
نظر حامد الى مصدر الاستغاثه فوجد مجرم مفتول العضلات يسوق فتاة امامه مهددا اياها بسكين يضعها على رقبة الفتاة
تحرك الانسان فى نفس حامد وارتدى ثوب الشجاعة وهم بمهاجمة المجرم ..ولكن لالا انا لست مفتول العضلات مثله ثم اننى قرد ..هذا ما كان يجول فى خاطره الى ان حسمت توسلات الفتاة له تردده فأمسك بحجر وسدد ضربة قوية اصابت رأس المجرم فسقط صريعا على الارض
فرحت الفتاة و انهالت على منقذها بالشكر والثناء على شجاعته
اهتز فؤاد حامد رقصا من شده الفرح وارتفعت هامته بعد ان كان يمشى مكسورا زليلا ..ولم لا فقد حسمت تلك الواقعة تردده ...انه انسان ابن انسان ...طبعا ليس للقرود تللك المهارة ولا الشجاعة لتفعل ما فعله حامد
وفى تلك الاثناء تشجع بعض المارة عندما وجدوا الغلبة لحامد واثنوا عليه كثيرا وتطوع احدهم بطلب الشرطة
وما هى الا لحظات حتى سمع صوت سرينة الشرطة آتيا من بعيد بسرعة وكأنها فرحة بالغنيمة التى تنتظرها
حضرت سيارة الشرطة ونزل منها ضابط وسأل.. من فعل ذلك
---اجاب حامد بكل زهو وشجاعة .......انا يافندم
...لما ذا
كان يحاول ان يغتصب فتاة
...واين هى هذه الفتاة
نظر حامد حوله فلم يجد احد غيره فقد انصرفت الفتاة بهدوء عندما حضرت الشرطة خوفا من الشوشرة والفضيحة التى من الممكن ان تحدث نتيجه للمحاضر وخلافه
كما تسسل الشهود من المكان للسبب نفسه فالكل يتجنب الشرطة ويخشى ما يمكن ان ينتج عن ذلك من مشاكل ان هو احتك بها
.وجه الضابط تهمه القتل الى حامد واخذه الى قسم الشرطة
وفى قسم الشرطة حاول حامد ان يشرح للضابط ما حدث وانه كان فى موقف الدفاع عن الفتاة دون جدوى
قدم حامد للمحاكمة وفى المحكمة شعر حامد ان المحامى عاجز عن الدفاع عنه فلا شهود ولا دليل على ما يقوله حامد
وايقن ان حبل المشنقة قريب منه
اغرقت عيناه بالدموع وصاح فى الحاضرين بصوت حزين
ياااااااااا حضرات .....انا مش انسان انا قرد
فرد عليه الحاضرون بسخريه.........وايه يعنى -- الانسان اصله قرد