*هل تبدأ المرأة المتوفى عنها زوجها عدّة الوفاة بالاغتسال وصلاة ركعتين ؟ هذه فتواي فما فتواكم ؟

15- ما الحكم الشرعي في امرأة توفي زوجها وعقب خروجه من المنزل اغتسلت وصلّت ركعتين ؟
الجواب : هذه بدعة حيث لم يردعن نساء النبي صلى الله عليه وسلم أنهن اغتسلن وصلين ركعتين,عقب دفنه . وبيت النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لكل بيت ونساؤه رضي الله عنهن قدوة نساء الأمة. ولو حصل هذا لنقل إلينا لتوفر دواعي نقله حيث يمس الزوجة وما يجب عليها فعله في فترة الحداد على الزوج.فعدم نقله يدل على أنه لم يحصل وبالتالي فهو غير مشروع .
فقيام المتوفى عنها زوجها بهذا بدعة لأنها أدخلت في الدّين ما لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا اتهام للدين بالنقص غير مستساغ أبداً
ولاعبادة إلا بنص من قرآن أو سنة ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم . وما تفعله هؤلاء النسوة هو جهل بدين الله , مردود لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو ردّ .) أي مرود لا يقبل وما ردّه النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز لنا قبوله . ومن فعلت ذلك معتقدة أنّه مشروع ثابت ومن أصل الدّين بعينه وصفته فهي مبتدعة لايلتفت إليها ولا يجوز لأي امرأة متابعتها والعمل بما تقول أو تعمل, وهي إن كانت داعية لهذه البدعة يجب مناقشتها وبيان خطئها فإن أصرّت على بدعتها فهي على حافة الكفر. أو الفسق في لامحالة .
عود على بدء : ما قلته أرى أنه حق لا مرية فيه . لكن ثمّة استثناءات هنا ينبغي الإشارة إليها , وهي داخلة تحت العبادات المشروعة بلا ريب , فما هي هذه المستثنيات ؟
1- إذا جامعها زوجها وأصبحا جنباً عليها أن تغتسل وجوباً ويستحب لها أن تصلّي ركعتين .
2- إذا طهرت من حيض أو نفاس تغتسل وجوباً ولها أن تصلي تلكما الركعتين .
3- إذا غسّلت زوجها المتوفى حيث يجوز لها ذلك في مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله,لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من غسّل ميتاً فليغتسل . ) وهذا الحديث اختلف فيه فمن أئمة الحديث من قال برفعه ومنهم من قال بوقفه على أبي هريرة. وفي كلتا الحالتين لاحرج في العمل به استحباباً , ولها أيضاً أن تصلي تلكما الركعتين .
4- النّظافة إذا اتسخ بدنها من خلال التعرّق وشعرت بالوهن لها أن تغتسل بنية النظافة دون أن يخطر ببالها غير ذلك .
إذاً في الأمر سعة ولا يوصف ما قلته بالتشدد, والّذي نصرّ عليه الوقوف عند حدود ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , لاسيّما في باب العبادات وما أثر عن آل بيته وأصحابه رضي الله عنهم وثبت نقله عن طريق الثقات العدول من الرواة وأئمة الحديث. فالله يعبد بما شرع , هذا لأن العبادات مسماة ومقدّرة بوقت معيّن وكيفية محدّدة. فلنقف عند لحدود حتى يسلم لنا ديننا الّذي هو الرصيد الثمين الّذي نلقى به ربنا يوم القيامة حيث لاينفع مال ولابنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم .

يوم الجمعة / 9/ 7 / 2010م .