حورية من زبد
عبدالوهاب محمد الجبوري

كان يكفي شفتاها نصف ابتسامة ، أقل من قبلة ، كي يسكب في سمعها تسابيحه ويرتل للعالم مزاميره ، تلك التي صاغها صلوات ناسكة قرب نهر لا يستريح على ضفة دونما سنبلة ..
كان يكفي عيناها نصف نظرة ، اقل من مقلــة ، كي يملأ الطلع أيامها فتعـــيد القصيدة ميلادها ويحملها كالعصـــا يتــوكأ عليها ( وليس له في سواها مآرب أخرى .. ) ..
بعد أن تأكد أن أمسها يمر ثقيلا بلا غد ، قرر أن يبحث عن مقلة ثالثة تطوي المسافات بلا زمن راعش ، تقلّبه بين يديها مثل أوراقها ، مثل أوراقه ... يقلّب بعضا ... تلمّ منها أيما شاءتْ مثل أسمه يدل عليه القدر ، مثل أسمها يصوغه العمر ، فاسماها حورية من زبد ... يضمّها فتختفي ويقتفي ضحكتها إلى الأبد ..