تحرير فلسطين واجب قومي
ان تحرير فلسطين كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني لا يكون بتكوين دويلة فلسطينية منزوعة السلاح و السيادة على الضفة الغربية و قطاع غزة بل ان التحرير الحقيقي لفلسطين هو التحرير الكامل لكل فلسطين سواء المحتلة عام 1967 أو المحتلة سنة 1948 فكلها أرض عربية فلسطين احتلها الصهاينة بالقوة الغاتشمة و الدعم السياسي و العسكري و الاعلامي و المالي من الدول الاستعمارية وتم تشريد معظم سكانها ويقيمون في المخيمات سواء دول الجوار العربي أو في الخارج و يعانون أشد العذاب منذ اثنين و ستين عاما فلا بد من عودتهم جميعا الى أرض وطنهم دون مفاوضتهم أو مقايضتهم على أرض الوطن فان الأوطان لا تباع مهما كان الثمنكما يجب تعويضهم عن كل المعاناة التي قاسوها من جراء هذا الاحتلال الغاشم بحيث قتل من قتل و سجن الآلاف و لايزالون يعانون من الأسر في سجون العدو.
وبكل مقاييس التوازن فان الفلسطينيين لوحدهم غير قادرين على تحرير وطنهم تحريرا كاملا اذ أن العدوان على فلسطين في حقيقته الموضوعية بكل أبعاده عدوان على كل الآمة العربية فلا بد أن تساهم هذه الأمة في عملية التحرير هذه بنفس قدر العدوان الواقع عليها اذ أن العدو الصهيوني رأس الحربة في هذا الاحتلال لم يكتفي بفلسطين بل انه اعتدى و احتل أراض عربية أخرى وقد أثبتت التجربة معه بما أنه استعمار غاشم لن ينسحب من أرض بالمفاوضات السلمية فلا سلام مع الاحتلال الا بالتحرر الكامل دون قيد و لا شرط هذه قناعاتنا وليس عندنا غيرها لنخفيها على مائدة التفاوض ننطلق من موقف وطني مبدئي ثابت بل ان الذي يدفع العدو الصهيوني الى ذلك هي القوة و المقاومة الضارية بكل أشكالها كما حصل في لبنان سنة 2000 وقطاع غزة سنة2005 كما أن هذا العدوان مدعوم من قبل الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم للصهاينة السلاح
و الدعم السياسي و الاعلامي الى حد أنها دمرت العراق شعبا وأرضا و حضارة و احتلته من أجل تأمين الكيان الصهيوني .
وبناء على ما تقدم فان مسؤولية تحرير فلسطين تكون على عاتق كل الأمة العربية شعوبا و حكومات وأحزابا فالواجب الوطني
و القومي و الديني و الانساني يقتضي من الجميع الاسهام في هذا التحرير من كل حسب قدرته ودون منة لأن الجميع مستهدفون من هذا العدوان الذي طال الأمة بأكملها اذ وصل الى تونس عام 1985 في العدوان الصهيوني على منطقة حمام الشط .و لابد أن يكون الفلسطينيون كما هم الآن راس الحربة في هذه المواجهة
و لا يمكن اعفاؤهم من هذا الواجب القومي اذ ان ذلك هو قدرهم فالأمة بعد تجربة العراق و غزة و جنوب لبنان ليست في حاجة لجيوش جرارة و قدرات عسكرية تضاهي الترسانة الرهيبة للصهاينة بل انها مقاومة ضارية تنطلق من كل البلدان العربية المجاورة التي عليها حماية المقاومين و دعمهم لا محاصرتهم وتجويعهم كما يحصل الآن ولا بد من الدعم السياسي و الاعلامي وعدم السماح للصهاينة للاستفراد بهم بل و الاتجاه نحو المحاصرة و المقاطعة للعدو الصهيوني وتضييق الخناق على الصهاينة وعدم السماح لهم بالاحساس بالأمان في فلسطين التي تملكها الأمة العربية و عندما يتأكدون من جدية الأمة في العمل على تحرير أرضها فانهم سوف ينسحبون من الأرض ويتركون الأرض لأصحابها الحقيقيين .